اقتحام نقابة الصحفيين اليمنيين؛ والسلطة في بغداد تعتذر للصحفيين

نيويورك، 28 شباط/فبراير 2011 – تعرب لجنة حماية الصحفيين عن قلقها جراء المحاولات الجارية من قبل حكومات الشرق الأوسط لفرض الرقابة على التغطية الإخبارية للتظاهرات. وفي اليمن، اقتحم عدد من الرجال في يوم السبت نقابة الصحفيين اليمنيين. وفي العراق، طالب صحفيون باعتذار من الجيش بسبب حملة القمع التي تعرضت لها الصحافة في يوم الجمعة، وقدمت قيادة عمليات بغداد اعتذاراً في يوم الأحد.

قام ثلاثة رجال يرتدون ملابس مدنية وتقلهم سيارة تابعة للشرطة باقتحام مكاتب نقابة الصحفيين اليمنيين في صنعاء، وذلك حوالي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت. وأفاد رئيس النقابة، مروان دماج، للجنة حماية الصحفيين عبر الهاتف أن المقتحمين واصفوا الصحفيين الموجودين في النقاببة  “بالخونة” وهددوهم بأنهم “سيلقنوهم درساً”. وقد رفعت النقابة شكوى إلى وزارة الداخلية. وأفاد دماج أن وزير الداخلية أخبره أن الحكومة لا علاقة لها بهذا الاعتداء، وأضاف أن “قوات الأمن غاضبة وأنه توجد محاولات لمنع الصحافة من تغطية التظاهرات المناهضة للحكومة”.

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “إن الصحفيين الذين يغطون الاضطرابات السياسية والتظاهرات في شوارع اليمن يعملون في ظل خطر كبير على سلامتهم، لذا فإن هذه التهديدات تثير المزيد من القلق. يجب على الحكومة إجراء تحقيق فوري وذي مصداقية بشأن هذا الاعتداء على نقابة الصحفيين اليمنيين وأن تجلب المسؤولين عنه إلى العدالة”.

وقال صحفيون محليون إن الموقع الإخباري اليمني الرائج ‘مصدر أونلاين’ ظل محجوباً محلياً منذ يوم السبت. وهذه هي المرة الخامسة التي يتعرض فيها هذا الموقع للحجب منذ إطلاقه في عام 2009، حسبما أورد الموقع نفسه. وقال مدير تحرير الموقع في بيان صحفي إن الحجب حدث بسبب التغطية المكثفة التي عرضها الموقع للتظاهرات المناهضة للحكومة التي جرت مؤخراً.

استجاب قائد قيادة عمليات بغداد، قاسم عطا، لمطالب الصحفيين بالاعتذار عن الاعتداءات التي تعرضت لها الصحافة في يوم الجمعة. وقال قاسم عطا في مقابلة مع الموقع الإلكتروني ‘السومرية نيوز‘ إنه ونيابة عن قيادة عمليات بغداد يقدم “اعتذارا لجميع الصحفيين الذين تعرضوا للاعتقال او اعتداءات بالضرب من قبل القوات الأمنية أثناء تغطية تظاهرة الجمعة”. وأضاف أن الاعتقالات وعمليات الضرب “لم تكن مقصودة” وان “الأخطاء التي ترتكبها القوات الأمنية بسبب الظروف الأمنية لا تعتبر تقييداً لحرية الصحافة”. كما قال إن “الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون في ساحة التحرير الجمعة الماضية، هي إجراءات أمنية لمعالجة أحداث الشغب التي شهدتها التظاهرات”.

وقال روبرت ماهوني “هذا الاعتذار يمثل بداية، ولكن يجب على الحكومة العراقية أن تقوم بأكثر من مجرد اعتذار، فعليها أن تضمن أنه يمكن للصحفيين أن يغطوا أي تجمع عام دون تدخل أو مضايقات من الأجهزة الأمنية”.

وفي أعقاب حملة القمع التي تعرضت لها الصحافة في يوم الجمعة، أعلن 23 صحفياً أنهم سيقاطعون تغطية “نشاطات القائد العام للقوات المسلحة وقيادة عمليات بغداد حتى يصدروا اعتذارا رسميا وضمانات بأن ما حدث في 25 شباط/فبراير لن يتكرر”، وذلك وفقا للبيان. وقد أوردت التقارير أن عشرات الصحفيين تعرضوا للاحتجاز لفترات مؤقتة، كما تم إغلاق قناة ‘الديار’ الفضائية بينما كانت التظاهرات جارية في بغداد في يوم الجمعة. وقال قاسم عطا إن قيادة عمليات بغداد قد سمحت لقناة ‘الديار’ بمعاودة البث.