نيويورك، 24 شباط/فبراير 2011 – يتواصل انشغال لجنة حماية الصحفيين جراء لغة التهديد التي تستمر الحكومة الليبية في استخدامها ضد الصحافة، وكذلك استمرار ارتكاب العنف ضد الصحفيين، فقد انقطعت أخبار بعضهم منذ بدء التظاهرات في 17 شباط/فبراير. وفي تطور منفصل، لقي صحفي عراقي مصرعه وجرح آخر اليوم جراء تفجير انتحاري في منطقة الأنبار، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية.
ففي ليبيا، أعلن سيف الإسلام القذافي، نجل معمر القذافي، أثناء حديث له على التلفزيون الليبي الحكومي، إنه يمكن للصحافة الدولية الوصول إلى ليبيا، فقد قال “بدءاً من اليوم، ستكون ليبيا مفتوحة أمام الصحفيين من جميع أنحاء العالم”، وذلك وفقاً لما أوردته قناة الجزيرة. بيد أنه هاجم وسائل الإعلام العربية في الخطاب نفسه، إذ قال “التآمر ليس من الليبيين، التآمر قادم من إخوانكم العرب الذين سلطوا عليكم إذاعاتهم والكلام المسموم والإشاعات الكاذبة”، ثم أضاف “هذه معركة إعلام، وقد ضحكوا على الليبيين بالإعلام والأخبار الكاذبة بدليل التآمر الآن على الإذاعة الليبية. هذا الكلام الذي تبثه هذه الإذاعات والقنوات السخيفة هو كلام كذب”، وذلك وفقاً لقناة العربية التي تتخذ من دبي مقراً لها.
وأوردت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ اليوم أن ثلاثة مدونين ليبيين نشروا على موقع تويتر أن شركة ليبيانا، وهي المزود الرئيسي لخدمة الهواتف الخلوية في ليبيا، أرسلت إلى سكان طرابلس رسالة نصية تفيد بأن “شيخاً محلياً أصدر فتوى ضد مشاهدة القنوات التلفزيونية ‘مثل الجزيرة’ التي تحرض على سفك الدماء”.
وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشعر بالقلق جراء التقارير التي تفيد عن انقطاع أخبار عدد من الصحفيين الليبيين منذ عدة أيام. وإذ توجه السلطات الليبية دعوة إلى وسائل الإعلام لزيارة العاصمة، عليها أن تتذكر أن المجتمع الدولي يعتبرها مسؤولة عن أمن جميع الصحفيين”.
وأفاد الصحفي نعيم إبراهيم العشيبة للجنة حماية الصحفيين، وهو صحفي ليبي من بنغازي ومراسل للموقع الإلكتروني الإخباري ‘ليبيا اليوم’، أن أحداً لم يسمع حتى الآن من زميله عاطف الأطرش الذي اختفى بعد أن تحدث مع قناة الجزيرة في بث مباشر يوم 17 شباط/فبراير. وأضاف العشيبة أن الصحفيين التالية أسماؤهم مختفون منذ اليوم الذي سبق بدء التظاهرات: محمد السهيم، وهو مدون وكاتب سياسي ينشر مقالات ناقدة حول النظام الليبي، وقد اختفى قبل فترة وجيزة من يوم 17 شباط/فبراير؛ محمد الأمين، وهو رسام كاريكاتير؛ المدون جلال الكوافي؛ والكاتب إدريس المسمار، وهو رئيس التحرير السابق لمجلة ‘عراجين’ الثقافية الشهرية.
احتجزت ميليشيا حكومية اليوم ولفترة وجيزة، مجموعة مؤلفة من تسعة صحفيين إيطاليين تلقوا دعوة من الحكومة الليبية للحضور إلى طرابلس، وذلك بينما كانوا متوجهين في سيارة من المطار إلى مركز المدينة، بحسب ما أوردت الصحيفة الإيطالية اليومية ‘كارير ديلا سيرا‘.
وفي العراق، قُتل اليوم الصحفي محمد الحمداني، مراسل قناة ‘الاتجاه’ التلفزيونية، عندما فجّر مهاجم انتحاري قنبلة في الرمادي في منطقة الأنبار أثناء احتفالات دينية، وذلك حسبما أورد الموقع الإلكتروني ‘السومرية نيوز‘. وكان الحمداني يغطي الاحتفال الذي كان يجري في مركز ثقافي في الرمادي. كما أصيب في الهجوم الانتحاري صحفيان يعملان مع قناة ‘الآن’ الفضائية، وهما أحمد عبد السلام، والمراسل الإذاعي أحمد الحياتي، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. وقد أدى الانفجار إلى مقتل 14 شخصا، وإصابة 23 شخصاً بجراح.
وفي هذه الأثناء، أفرجت السلطات السورية يوم الخميس عن المدون أحمد حذيفة، الذي يكتب تحت اسم أحمد أبو الخير، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. وكان حذيفة قد اعتقل يوم الأحد.