نيويورك، 25 كانون الثاني/يناير 2011 -قام متظاهرون لبنانيون اليوم بإحراق سيارة تابعة لقناة “الجزيرة” وهددوا طاقم صحفي كان يغطي تظاهرات جرت في طرابلس لدعم رئيس الوزراء الذي اضطرت حكومته للاستقالة، سعد الحريري.
كان هذا الاعتداء هو الثاني الذي تتعرض له الجزيرة خلال هذا الأسبوع، ففي يوم الأثنين جرت محاصرة مكتب القناة في رام الله في الضفة الغربية من قبل متظاهرين ساخطين بسبب قيام القناة بنشر وثائق سرية تتعلق بالمفاوضات الإسرائيلة الفلسطينية، وذلك وفقا لتقارير إخبارية. وتعرب لجنة حماية الصحفيين عن استنكارها لكلا الاعتدائين وتطالب السلطات اللبنانية والفلسطينية بإجراء تحقيقات بشأن الاعتدائين وجلب مرتكبيها للعدالة.
قام عشرات المتظاهرين في مدينة طرابلس الساحلية بالإحاطة بسيارة تابعة لقناة الجزيرة وأشعلوا فيها النيران بينما كان مراسل الجزيرة، ماجد عبد الهادي، والطاقم الذي يعمل معه يغطون الأحداث من فوق سطح إحدى البنايات المجاورة، وذلك وفقاً لما أوردته القناة وتقارير إخبارية أخرى. وكان موظف تقني يعمل مع الجزيرة قريبا من السيارة التي احترقت، ولكنه لم يتعرض لأي أذى. وأفاد ماجد عبد الهادي للجنة حماية الصحفيين أن أفراد طاقم الجزيرة لجأوا إلى المبنى الذي كانوا متواجدين على سطحه حتى تم إخلاؤهم على يد قوات الجيش. وقال ماجد عبد الهادي في بث مباشر “بدأت التظاهرات في شوارع طرابلس حوالي الساعة العاشرة صباحاً، وفي البداية كانت تظاهرات سلمية. ومن الصعب معرفة ما حدث، ولكن بعد حوالي ساعة تحولت إلى تظاهرات عنيفة”. وقد أوردت القناة أن ما يصل إلى عشرين شخصا أصيبوا بجراح خلال التظاهرات، ولكن لم يتم الإبلاغ عن إصابة أي صحفي.
وقد خرج مؤيدو الحريري في تظاهرات احتجاجية في ما أطلقوا عليه “يوم الغضب” بسبب تكليف نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله بتشكيل الوزارة الجديدة. وقد اعتذر الحريري لاحقا عن الاعتداء على قناة الجزيرة، وقال في خطاب متلفز اليوم “إنني إذ أعبر عن أسفي الشديد للهجوم الذي تعرضت له السيارة التابعة لمحطة الجزيرة، ولأعمال الشغب والصدامات مع القوى العسكرية والأمنية”.
وفي يوم الأثنين، قام متظاهرون من مؤيدي السلطة الفلسطينية بتخريب واجهة مكتب قناةالجزيرة في رام الله وحاولوا اقتحامه، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. وكان المتظاهرون ساخطين جراء قيام قناة الجزيرة بالكشف عن وثائق تفصّل مستوى التنازلات التي عرضها المفاوضون الفلسطينيون في مفاوضات السلام، وقد قامت قوات الشرطة بمنع المتظاهرين من اقتحام المكتب. وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، قد اتهم قناة الجزيرة بعرض الوثائق بأسلوب يتسم “بالإثارة والانتقائية” بهدف تدمير السلطة الفلسطينية، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية.
وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “هذه الاعتداءات على قناة الجزيرة تمثل محاولة فجة لترهيب مصدر رئيسي للأخبار في العالم العربي، ويجب شجبها من قبل المسؤولين. إن تخريب مكتب القناة في رام الله يرسل إشارة تثير القلق بشأن حرية الصحافة في الضفة الغربية، ويجب على السلطة الفلسطينية جلب المسؤولين عن الاعتداء لمواجهة العدالة”.