لجنة حماية الصحفيين تشجب عمليات التفتيش المهينة للصحفيين التي قام بها جهاز الأمن الإسرائيلي

نيويورك، 14 كانون الثاني/يناير 2011  تعرب لجنة حماية الصحفيين عن شجبها للمعاملة المهينة التي تعرض لها عدة صحفيين على يد عناصر أمن إسرائيليين يعملون على حراسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتطالب اللجنة رئيس الوزراء الإسرائيلي بضمان تجنب حدوث مثل هذه الحالات في المستقبل.


وفقاً لبيان أصدرته قناة الجزيرة، وصل صحفيون يوم الثلاثاء إلى فندق ديفيد سيتادل في القدس لتغطية الاجتماع السنوي الذي يعقده رئيس الوزراء الإسرائيلي مع ممثلي الصحافة الأجنبية. وكان مكتب قناة الجزيرة في القدس قد تلقى دعوة للمشاركة في الاجتماع قبل بضعة أيام من انعقاده، وقام المكتب وفقاً للتعليمات المحددة بإرسال اسماء المراسلين الصحفيين والموظفين الذين سيقومون بالتغطية المباشرة للاجتماع. وقد ظلت قناة الجزيرة، وفقاً لما أفادت به، تشارك في هذه الفعالية منذ سبع سنوات.

وأفادت قناة الجزيرة بأن طاقمها المكون من عدة مراسلين واثنين من المصورين وصلوا مبكرا نظراً لتعقيدات عمليات التفتيش الأمنية. وعلى الرغم من أن طاقم القناة كان من أوائل الطواقم التي وصلت إلى الفندق، إلا أنه تم إيقاف موظفي الجزيرة وأجبروا على الانتظار لمدة ساعتين ونصف الساعة في حين تم السماح للصحفيين الأجانب بالدخول. وأفادت قناة الجزيرة أن أفراد طاقمها أجبروا على الخضوع لتفتيش جسدي مهين. وخضعت منتجة الأخبار في قناة الجزيرة، نجوان سمري، إلى “تفتيش جسدي دقيق على الرغم من أن سمري أبلغت الحارسة بأنها حامل”، وذلك وفقا للبيان الصادر عن الجزيرة. وقالت القناة أن حارسة أمرت نجوان سمري بخلع حمالة الصدر؛ وعندما رفضت سمري الامتثال لذلك، تم إبلاغها أنه لن يسمح لها دخول مكان الاجتماع. ثم اضطرت سمري للانتظار لمدة 15 دقيقة قبل أن تتم إعادة ملابسها إليها وتتمكن من المغادرة.

وقد تم أيضاً إجبار صحفيين آخرين على خلع ملابسهم بغرض التفتيش، ومن بينهم مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال”، حيث اضطروا لخلع بناطيلهم، وذلك وفقاً لبيان أصدرته جمعية الصحافة الإجنبية في إسرائيل. ووفقاً لقناة الجزيرة، اضطر مدير مكتبها، وليد العمري، للخضوع لتفتيش شبيه ومهين. وقد انسحب عدة صحفيين من المشاركة في الاجتماع.

وصرح وليد العمري أن مراسلي قناة الجزيرة والصحفيين العرب الآخرين أجبروا على الانتظار في طابور منفصل عن الطابور الذي انتظر فيه زملاؤهم الإسرائيليون والأجانب. وطالبت قناة الجزيرة بأن “يتم التعامل معنا بالمثل وليس التمييز ضدنا لأننا صحفيين عرب أو من فريق الجزيرة”.

وأصدرت جمعية الصحافة الأجنبية في إسرائيل بياناً طالبت به مكتب رئيس الوزراء “بضمانات لئلا يتكرر هذا الأمر، وإلا سنرفض بلباقة أي دعوة جديدة”. وأوردت صحيفة “جيروساليم بوست” أن مدير المكتب الصحفي للحكومة، أورين هيلمان، كتب رسالة إلى جمعية الصحافة الأجنبية في إسرائيل قال فيها إنه “يود التعبير عن أسفه من أن الصحفيين تركوا حفل الاستقبال السنوي [الذي ينظمه المكتب الصحفي] وهم يشعرون بأنهم عوملوا بجفاء من قبل عناصر الأمن. ومن الواضح أننا لا ندعو الصحفيين للمشاركة في فعالية من أجل إهانتهم”.

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن المعاملة التي تعرض لها زملاؤنا في هذه الفعالية المحصورة على الصحفيين المدعوين وفي فندق من درجة خمس نجوم، هي أمر مشين. نحن نطالب مكتب رئيس الوزراء بضمان عدم تكرار مثل هذه المعاملة أبداً”.