الشرطة السودانية تعتدي على صحفي وتصادر معداته، وتمسح صوراً التقطها صحفيون

نيويورك، 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 — هاجمت قوات الأمن السودانية يوم الثلاثاء مراسل محطة إذاعة “بي بي سي” البريطانية، جيمس كوبنال، بينما كان يغطي تظاهرة احتجاجية والاعتقالات التي أعقبتها، وصادرت أجهزة التسجيل التي كانت بحوزته، وذلك حسب ما أورده الصحفي.

اعتقلت شرطة الخرطوم عدداً كبيراً من المحتجين كما قامت بمسح صور من كاميرات عدة صحفيين ممن كانوا ينتظرون أمام مركز شرطة لاستقبال المتظاهرين المفرج عنهم، وذلك وفقاً لصحفيين محليين تحدثوا بشرط إخفاء هوياتهم خشية من تعرضهم للانتقام.

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشجب مساعي السلطات السودانية لكبت الأخبار من خلال مضايقة المراسلين الصحفيين ومسح الصور. ونحن ندعو الحكومة إلى محاكمة عناصر الأمن الذين قاموا بهذه التصرفات، وإعادة المعدات التابعة للصحفي جيمس كوبنال فوراً”.

وقد انطلقت التظاهرة بسبب مقطع فيديو نشر على موقع يوتيوب يظهر قيام ضباط أمن بجلد امرأة. وقد أعد منظمو التظاهرة مذكرة موجهة إلى وزير العدل محمد بشارة دوسة تدعوه إلى تعديل القوانين السودانية التي تنطوي على تمييز ضد المرأة، وذلك وفقاً لما أورده المركز الإفريقي لدراسات العدالة والسلام، وهو منظمة غير حكومية مكرسة للنهوض بحقوق الإنسان في السودان.

وكتب جيمس كوبنال، مراسل إذاعة “بي بي سي” في الخرطوم، على الموقع الإلكتروني للإذاعة إنه بعد أن قام بإخراج الميكريفون ومعدات التسجيل، أحاط به عدة رجال يرتدون ملابس مدنية “من الواضح أنهم ينتمون لأحد الأجهزة الأمنية”. وكتب، “أمسك أحدهم بذراعي في حين التقط آخر الميكريفون وحاول انتزاعه مني. وقلت لهم ‘أنا صحفي، ومن حقي تسجيل هذا’ ولكن قام رجل ثالث نحيل له شوارب بركلي على رجلي، وقد نفذ الركلة بمهارة فائقة ومن الممكن أن يكون بطل جودو”.