نيويورك، 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 — تعرب لجنة حماية الصحفيين عن قلقها جراء تنامي مناخ العداء نحو الصحفيين الإسبانيين في المغرب، والذي برز مؤخراً عبر الإجراءات الرسمية الرامية إلى منع الصحفيين الإسبانيين من تغطية المصادمات في الصحراء الغربية. وتطالب لجنة حماية الصحفيين السلطات المغربية بالسماح لهم بالقيام بعملهم دون إعاقة.
في يوم الأثنين، تم منع عشرة صحفيين إسبانيين على الأقل من الوصول إلى مدينة العيون في الصحراء الغربية، وهي المنطقة المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. وقد تم إلغاء بطاقات الجوي التي بحوزة الصحفيين الأسبانيين من الدار البيضاء إلى العيون، وقال موظفو الخطوط الملكية المغربية للصحفيين إنه من غير المسموح لهم شراء بطاقات سفر أخرى إلى العيون. وتملك الحكومة شركة الخطوط الملكية المغربية التي تعد وسيلة السفر الجوي الرئيسية في المغرب.
وفي يوم الأثنين أيضاً، اعتدى عناصر من الشرطة على الصحفي جون ثرون، وهو مراسل الصحيفة الإماراتية اليومية “ذي ناشينال”، وعلى إبراهيم الناصري من الجمعية الصحراوية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك وفقاً لما أفاد به الناصري في رسالة إلكترونية نشرتها وسائل الإعلام الإسبانية.وقال الصحفيان إنه تمت مطاردتهما ثم تعرضا للضرب بالعصي. وأوردت الصحيفة الإسبانية اليومية “أيه بي سي” أن عناصر شرطة يرتدون ملابس مدنية قدموا اعتذارهم للصحفي ثرون بعد الحادثة، وقالوا إنهم اعتقدوا إنه من إسبانيا، وليس أمريكياً.
وأوردت صحيفة “إيل بايس” أن عدة صحفيين إسبانيين تعرضوا يوم الجمعة لاعتداء في محكمة في الدار البيضاء، حيث كانوا يغطون محاكمة لنشطاء صحراويين. فقد قامت مجموعة مؤلفة مما يقارب 50 شخصاً بالبصق عليهم وإهانتهم. كما تعرض الصحفيان أنتونيو بارا وإدواردو مارين للضرب والركل. ويأتي هذا الاعتداء بعد يومين فقط من توجيه وزير الخارجية المغربي، الطيب الفاسي الفهري، اتهاماً للصحفيين الإسبانيين “بتشويه الحقائق بشأن المغرب والنزاع الإقليمي بسبب الصحراء المغربية”، وذلك بحسب ما أوردت وسائل الإعلام المغربية. وأوردت وسائل الإعلام الإسبانية أن رئيسة اتحاد الصحفيين في إسبانيا، إلسا غونزاليز، اتهمت الوزير المغربي بخلق “ظروف مواتية” لحدوث الاعتداء في المحكمة في الدار البيضاء.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نطالب المغرب بإتاحة إمكانية الوصول إلى العيون أمام جميع الصحفيين، وإجراء تحقيقات بالاعتداءات الأخيرة ضد الصحفيين الإسبانيين“. وأضاف القول، “إن تقييد حرية الوصول إلى الصحراء الغربية يرتقي إلى مستوى الرقابة ويجب وقف ذلك فوراً”.
ظلت الصحراء الغربية مستعمرة إسبانية حتى عام 1975، حين تنازلت إسبانيا عن السيادة عليها وضمتها المغرب إلى منطقتها. الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) هي حركة تحرير وطنية مؤلفة من سكان أصليين من الصحراء الغربية وتدعهما الحكومة الجزائرية.
وقد أدانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية الاعتداء الذي حدث في المحكمة، وقالت أن مثل هذه الاعتداءات على وسائل الإعلام هي “أمر غير مقبول”، ودعت إلى إجراء تحقيق شامل ومعاقبة الذين اعتدوا على الصحفيين الإسبانيين.