يجب على تونس الإفراج عن صحفي مريض مضرب عن الطعام

نيويورك، 21 تشرين الأول/أكتوبر 2010 — تعرب لجنة حماية الصحفيين عن انشغالها العميق بشأن صحة الصحفي التونسي السجين الفاهم بوكدوس، وتطالب السلطات التونسية بالإفراج عنه فوراً.

وكان بوكدوس، الذي يعاني من حالة شديدة من مرض الربو، قد بدء إضراباً عن الطعام في 8 تشرين الأول/أكتوبر احتجاجاً على ظروف احتجازه في سجن قفصة، التي تقع على بعد 369 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من تونس العاصمة.

ووفقاً لما أوردته زوجته، عفاف بالناصر، التي زارته يوم الأثنين، فإن صحته تتراجع بسرعة. وقالت للجنة  حماية الصحفيين، “إنه يعاني من أوضاع صحية خطيرة، فهو يواصل فقدان وزنه وأصبح ضعيفاً جداً. أنا أخشى على صحة زوجي وأدعو جميع الأحرار في العالم للمساعدة على ضمان الإفراج عنه”.

وأضافت أن بوكدوس يرفض تناول الأدوية الموصوفة له وقد تم نقله إلى المستشفى ثلاث مرات منذ أن بدأ الإضراب عن الطعام. وقالت إن سلطات السجن امتنعت عن اتخاذ أية إجراءات من شأنها تحسين ظروف احتجازه.

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نعتبر السلطات التونسية مسؤولة عن سلامة زميلنا الفاهم بوكدوس المحتجز ظلماً. وهو في أسبوعه الثاني للإضراب عن الطعام ويعاني من مضاعفات صحية. نحن نشعر بقلق شديد على صحته، ونناشد المسؤولين الإفراج عنه فوراً”.

يعمل بوكدوس مراسلاً صحفياً مع القناة التلفزيونية الفضائية “الحوار التونسي”، وهو مساهم لموقع الإنترنت الإخباري “البديل”. وقد احتجز في 12 تموز/يوليو بعد أن أقرت محكمة الاستئناف حكم الإدانة الصادر ضده على خلفية التغطية الإخبارية التي قام بها للاحتجاجات العمالية التي جرت في عام 2008 في منطقة الحوض المنجمي في قفصة.

وقد صدر حكم ضد بوكدوس بالسجن لمدة أربع سنوات لإدانته بتهمة “الانتماء لعصابة إجرامية” ونشر مواد “من المرجح أن تلحق الضرر بالنظام العام”. وقد تم احتجازه بعد يوم من مغادرته مستشفى في سوسة التي تبعد مسافة 100 كيلومتر إلى الجنوب من تونس العاصمة، حيث كان يتلقى العلاج من مرض الربو الذي يعاني منه. وقد ضغطت الشرطة التونسية على الأطباء لإخراج بوكدوس من المستشفى في وقت مبكر، ولكن لم يخضع الأطباء لتلك الضغوط. وقال المحامي الذي يدافع عن بوكدوس، السيد رضا رضاوي، إن المحاكمة كانت مدفوعة سياسياً.

وقالت السيدة عفاف بالناصر، “إنها جريمة أن يمارس الصحفي عمله في تونس. وعندما يغطي الصحفي الأحداث بحرية واستقلال فإنه يودع السجن”.

وفي يوم الأثنين، شارك 130 صحفي ومحامي وناشط في تظاهرة احتجاجية للتعبير عن تضامنهم مع بوكدوس، وذلك وفقا لما أفادت به السيدة عفاف بالناصر وتقارير إخبارية محلية.