23 أيلول/سبتمبر 2010
فخامة الرئيس علي عبدالله صالح
بوساطة السفير عبد الوهاب الهاجري
سفارة جمهورية اليمن
2600 Virginia Avenue, N.W.
Washington, DC 20037
عبر البريد الإلكتروني: [email protected]
فخامة الرئيس،
لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة غير ربحية وغير حزبية تتخذ من نيويورك مقراً لها ومكرسة للدفاع عن حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، تناشدكم ضمان الإفراج الفوري عن عبدالإله حيدر شائع، وهو صحفي يمني معروف بتغطيته الصحفية للجماعات الإسلامية بما فيها تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية. كما نناشدكم أن تشجبوا علناً المعاملة المسيئة التي تعرض لها عبدالإله شائع أثناء احتجازه لدى السلطات.
وفقاً لتقارير إخبارية، قامت قوات مسلحة تابعة لجهاز الأمن باحتجاز عبدالإله شائع في 16 آب/أغسطس بعد أن داهمت منزله. وقد تم تفتيش المنزل وجرت مصادرة جهاز الكمبيوتر المحمول وأوراق الملاحظات التابعة للصحفي.
ووفقاً لقانون العقوبات اليمني والمادة 48 من الدستور، يجب أن يمثل المحتجزون أمام قاضٍ ويبلغوا بالتهم الموجهة إليهم خلال 24 ساعة من احتجازهم. إلا عبدالإله شائع احتجز لمدة 29 يوماً وتم عزله عن العالم الخارجي قبل الجلسة الأولى لمحاكمته التي عقدت في 16 أيلول/سبتمبر. وقد أتاحت له السلطات مقابلة محاميه مرة واحدة فقط منذ تلك الجلسة، وذلك وفقاً للجماعة المحلية المعنية بحقوق الإنسان “الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود)”.
هذه هي المرة الثانية التي يجري فيها احتجاز عبدالإله شائع خلال هذا العام. ففي 11 تموز/يوليو، تم اختطافه على يد رجال عرّفوا على أنفسهم بأنهم عناصر تابعون للحكومة، وقاموا بوضع عصابة على عينيه واقتادوه إلى طابق تسوية في مبنى مجهول الموقع، حيث خضع هناك للاستجواب لعدة ساعات بشأن أصدقائه وتغطيته الصحفية حول تنظيم القاعدة، حسب ما أفاد به عبدالإله شائع للجنة حماية الصحفيين في اليمن بعد ساعات فقط من الإفراج عنه.
وفي 22 أيلول/سبتمبر، أمرت المحكمة الجنائية المتخصصة بتمديد احتجاز عبدالإله شائع لمدة 30 يوم إضافية “لاستكمال التحقيقات“، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. وتورد التقارير ذاتها أن شائع يواجه اتهامات “بالتخطيط للقيام بأعمال إرهابية” و “توفير دعم إعلامي لقيادة تنظيم القاعدة“. (وقد شكك خبراء قانونيون بدستورية المحكمة المتخصصة ذاتها).
وقال صحفيون محليون للجنة حماية الصحفيين إن شائع يتمتع بشبكة واسعة من المصادر الصحفية في الجيش والحكومة ولدى الجماعات الإسلامية، مما يتيح له تكوين منظور فريد حول القضايا الأمنية الجوهرية. وقد ظهر شائع مرات عديدة في مقابلات مع قناة “الجزيرة“، حيث قدم تحليلاً ناقداً لاستجابة الحكومة للتهديدات الإرهابية. إلا أن ذلك لا يعني أنه ” يقدم دعماً إعلامياً” للجماعات المتطرفة حسب ما تذهب الاتهامات الموجهة إليه؛ فالتحليل الناقد ليس نشاطا معادياً للدولة.
وقال صحفيون ومحامون ممن حضروا جلسة محاكمة عبدالإله شائع التي عقدت في 16 أيلول/سبتمبر إنه كان واضحاً أن شائع تعرض لإساءات أثناء التحقيق معه. وقالوا إن كدمات عديدة ظهرت على جسده. وقال شائع أثناء الجلسة إنه خضع لتحقيقات قاسية امتدت لساعات عديدة، وإنه أصيب أثناءها بغيبوبة في بعض الأحيان.
السيد الرئيس، نحن نناشدكم أن توجهوا السلطات المختصة لأن تفرج عن عبدالإله شائع دون تأخير، وأن توفر له كافة الحقوق الواجبة بموجب القانون، وتيسير العلاج الطبي الفوري له، وأن تشجبوا إساءة المعاملة التي تعرض لها.
نشكركم على اهتمامكم بهذه الشؤون المهمة. ونحن نتطلع لتلقي ردكم.