لجنة حماية الصحفيين تعبر عن انشغالها بشأن احتجاز المدونة السورية الشابة

23 أيلول/سبتمبر 2010

فخامة الرئيس بشار الأسد 

رئيس الجمهورية العربية السورية  

بوساطة السفارة السورية  

2215 Wyoming Avenue, N.W. 

Washington, D.C. 20008

عبر فاكس رقم: 202-265-4585

فخامة الرئيس،

لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة غير ربحية وغير حزبية تتخذ من نيويورك مقراً لها ومكرسة للدفاع عن حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، تعرب عن انشغالها العميق بشأن الاحتجاز خارج نطاق القانون الذي تتعرض له طلّ الملوحي، وهي مدوِنة سورية محتجزة ومعزولة عن العالم الخارجي منذ تسعة أشهر. نحن نناشدكم أن تصدروا توجيهات للسلطات المختصة لضمان حصولها على جميع حقوقها بموجب القانون السوري.


تنص المادة 28 من الدستور السوري نصاً صريحاً على أنه لا يجوز احتجاز الأفراد إلا وفقاً للقانونوقد ظلت الملوحي محتجزة منذ تسعة أشهر دون توجيه اتهامات ودون الإعلان عن أية تفاصيل حول مكان وجودهانحن نطالب بتوفير معلومات كاملة حول مكان وجودها وحول وضعها الصحي، وأن يتاح لها الاستعانة بمحامٍ ومقابلة أسرتهاونظراً لغياب أية اتهامات معلن عنها ضدها، نحن نطالب أيضاً بالأفراج عنها دون تأخير.

احتجزت طلّ الملوحي التي تبلغ من العمر 19 عاماً في كانون الأول/ديسمبر 2009 بعد أن تم استدعاؤها للتحقيق من قبل مسؤولين أمنيين، وذلك وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسانوبعد يومين من احتجازها، قام عناصر من جهاز الأمن بتفتيش منزلها وصادروا جهاز الكمبيوتر التابع لها، وذلك وفقاً لوكالة رويترز للأنباءوأوردت عدة مواقع إنترنت إخبارية أن احتجاز الملوحي كان بسبب مواد نشرتها على مدونتها.

لقد كرست طلّ الملوحي جزءاً كبيراً من مدونتها لحقوق الفلسطينيين وانتقاد السياسات الإسرائيليةكما تتضمن إشارات غير مباشرة إلى الإحباط الذي يشعر به المواطنون العرب إزاء حكوماتهم والجمود الذي يشهده العالم العربيوانتقدت الملوحي في إحدى المواد على مدونتها الشراكة الأوروبية المتوسطية، وهي مبادرة دبلوماسية أوروبية تجمع بين البلدان المتوسطيةكما ركزت في المواد التي نشرتها في كانون الثاني/يناير 2009 على الأوضاع التي عانى منها الفلسطينيون في غزة أثناء النزاع الذي نشب مع القوات الإسرائيلية.

وفي 1 أيلول/سبتمبر، ناشدتكم والدة طلّ الملوحي للإفراج عن ابنتها، إذ كتبت في رسالة نشرت على موقع الإنترنت التابع للمرصد السوري لحقوق الإنسان: “نتوجه إليكم باعتباركم أباً لكل السوريين من أجل إنقاذ حياة ابنتي“. وأضافت، “لا أستطيع أن أصف لكم أثر هذه الكارثة على عائلتنا بأكملها وحجم المعاناة التي لحقت بنا جميعاً“.

إن وضع طلّ الملوحي ليس وضعاً فريداًفقد أعربنا عن شواغل مماثلة في رسالة بعثناها إليكم في تموز/يوليو، وأشرنا فيها إلى احتجاز عدد من الصحفيين والمدونيين بسبب عملهم الناقد، كما أشرنا إلى الرقابة المتواصلة على محتويات شبكة الإنترنت في سورية.

لقد أخذت قضية طلّ الملوحي تجتذب اهتماماً واسعاً من المدونات ومواقع الإنترنت العربية، وعلى الشبكات الإلكترونية الاجتماعية وبين نشطاء حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم العربيوفي يوم الأحد نظم نشطاء مصريون احتجاجاً أمام السفارة السورية في القاهرة طالبوا فيه بالإفراج عن طلّ الملوحيوقد حاول المحتجون دون طائل إيصال رسالة إليكم عبر السفير السوري في القاهرةوتظهر الرسالة على موقع الإنترنت التابع للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.

السيد الرئيس، نحن نناشدكم القيام بإجراءات حاسمة الآن لإنهاء التخمينات بشأن مصير هذه المدوِنة الشابة.

نشكركم على اهتمامكم بهذه الشؤون المهمةونتطلع لتلقي ردكم.

مع التحية،

جويل سايمون

المدير التنفيذي