وقال طارق ماهر في بث حي بعد الانفجار إن الانتحاري قام بتفجير سيارة أمام مكتب القناة في تمام الساعة 9:25 صباحاً، تاركاً حفرة كبيرة أمام باب المكتب. وقال عبر بث صوتي أن ” المكتب تدمر بالكامل، ولم تبق غرفة واحدة من غير أن تدمر”. وأضاف أن أربعة موظفين على الأقل قد قتلوا – ثلاثة حراس أمنيين وسيدة تعمل في التنظيف. ووفقا لموقع الإنترنت التابع للقناة، أصيب ستة عشر شخصا بجروح. وأوردت “العربية” إن قوات الأمن طوقت المكان بعد وقوع الانفجار مباشرة.
وقال المتحدث باسم جهاز الأمن في بغداد، العميد قاسم عطا الموسوي، لوكالة الأنباء الفرنسية إن هذه الأساليب “هي أساليب تنظيم القاعدة”. وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” إن القاعدة في بلاد الرافدين أعلنت اليوم مسؤوليتها عن التفجير، “مما يشير إلى أن التفجير كان ردا على تقرير بثته القناة حول تأثير التنظيم”. ونقلت استشهدت الصحيفة ببيان من موقع الإنترنت التابع للتنظيم يقول فيه “انتظروا المزيد”.
وقال رئيس وحدة المتفجرات في الجيش العراقي، العميد جهاد الجباري، لقناة العربية إن السيارة المفخخة كانت تحمل ما يقارب 128 كيلوغرام من مادة نيترات الأمونيوم.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن الاعتداء الذي حدث اليوم ضد مكتب قناة العربية هو تذكير أن الصحفيين في العراق يواصلون العمل ضمن بيئة شديدة الخطورة. نحن نطالب السلطات العراقية بالتحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة مرتكبيها”.
ووفقا لأبحاث لجنة حماية الصحفيين، قتل في العراق 141 صحفيا منذ الاجتياح الأمريكي للعراق في عام 2003.
وقد تعرضت قناة “العربية” لعدة اعتداءات منذ أن افتتحت مكتبها في بغداد في أيلول/سبتمبر 2003. ففي 25 حزيران/يونيو، أغلقت القناة مكتبها في بغداد بعد أن تلقت معلومات من مصدر أمني بأن ثمة خطط لمهاجمة المكتب. وقد أعادت فتح المكتب بعد فترة قصيرة من ذلك. وفي شباط/فبراير 2006، قتلت مراسلة قناة العربية، أطوار بهجت، قرب مدينة سامراء، كما قتل الطاقم الذي كان يعمل معها والمؤلف من المصور خالد محمود الفلاحي، والمهندس عدنان خيرالله. وقد منحت لجنة حماية الصحفيين جائزتها السنوية “الجائزة الدولية لحرية الصحافة” لإطوار بهجت في عام 2006. وفي عام 2008، نجا مدير مكتب القناة، جواد حطاب، من اعتداء بسيارة مفخخة. وفي عام 2004 قتل ثلاثة صحفيين من قناة العربية –علي الخطيب، وعلي عبد العزيز، ومازن الطميزي– بنيران أمريكية.