لجنة حماية الصحفيين تستنكر استخدام إسرائيل للقطات مصورة استولت عليها خلال مداهمتها لأسطول سفن المساعدات الإنسانية

نيويورك، 3 حزيران/يونيو 2010 — تعرب لجنة حماية الصحفيين عن استنكارها لقيام إسرائيل بنشر لقطات مصورة بعد أن أجرت عليها عمليات تحرير كانت قد صادرتها من صحفيين أجانب كانوا على متن أسطول السفن الذي كان متوجها إلى غزة والذي داهمته يوم الأثنين.

أصدر مكتب المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية يوم الأربعاء أجزاء جرت عليها عمليات تحرير من أفلام الفيديو المصادرة وبثها على موقع يوتيوب، وتمت عنونة اللقطات بعبارة “مُنتزع”. وقالت جمعية الصحافة الأجنبية في إسرائيل، وهي تمثل مئات المراسلين الصحفيين في إسرائيل، أن هذا الإستعمال يمثل خرق واضح للمهنية الصحفية وغير مقبول” وحثت المؤسسات الإعلامية على “التعامل مع المادة الإعلامية المصادرة بحذر.”

وطالبت لجنة حماية الصحفيين الحكومة الإسرائيلية أن تعيد فوراً كافة المعدات والملاحظات والأفلام التي صادرتها من الصحفيين. وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “لقد صادرت إسرائيل مواد صحفية ثم قامت بالتلاعب بها لخدمة مصالحها. يجب عليها إيقاف هذه الممارسة دون تأخير، وأن تعيد جميع الممتلكات التي تمت مصادرتها من الصحفيين الذين كانوا يغطون هذا الحدث الإخباري الذي ينبغي تغطيته”.

وقد اشتكى صحفيون من تعرضهم لإساءة معاملة أثناء عملية المداهمة. وقال المصور عصام زعتر من قناة الجزيرة في مقابلة معه على هذه القناة التي تتخذ من قطر مقراً لها إنه بينما كان يصور عملية المداهمة أصابه جندي ببندقية صعق كهربائي. وقال إن يده كسرت كما تهشمت الكاميرا التي كانت بحوزته خلال المواجهة.

وكذلك جرت مصادرة المعدات التي كانت بحوزة الصحفية الإذاعية خديجة ديفيدز من جنوب إفريقيا، وذلك وفقاً لما أوردته إذاعة “راديو 786” التي تعمل بها. وقال مدير المحطة الإذاعية، روشني علي، للجنة حماية الصحفيين إن ديفيدز موجودة في تركيا الآن وستتوجه إلى جنوب إفريقيا يوم الجمعة. وقد وفرت حكومة جنوب إفريقيا وثائق سفر طارئة لديفيدز لأنه “لم يعد بحوزتها أي شيء: لا ملابس، ولا وثائق سفر، ولا معدات”، وذلك بحسب ما أفاد علي للجنة حماية الصحفيين.

أما بوول مكغوي المراسل الصحفي الرئيسي لصحيفة “سيدني مورننغ هيرالد”، فقد أبلغ صحيفته إن عملية المداهمة كانت “غاية في البشاعة”. واتهم إسرائيل “بالاستهانة المطلقة” فيما يتعلق بالطريقة التي تم خلالها معاملته ومعاملة الصحفيين الآخرين. وقال مكغوي في مقابلة معه ظهرت على موقع الإنترنت التابع للصحيفة “إن عملنا يتطلب منا أن نحصل على قصص صحفية، وأن نكشف عن أشياء لا يمكن الكشف عنها بأية طريقة أخرى. وكما توضح الطريقة الفظيعة التي تعاملت بها إسرائيل مع أسطول السفن، أن ثمة حاجة لوجود الصحفيين هناك كي يكونوا شهودا على ما يجري، وللكشف عما يحدث هناك”.

وأضاف محمد عبد الدايم من لجنة حماية الصحفيين، “إن المعاملة التي تعرض لها زملاؤنا هي أمر غير مقبول أبداً. إن المسؤولية تقع على عاتق إسرائيل بأن تقوم بعملياتها بطريقة تتيح للصحفيين أن يغطوا الأخبار”.