6 سبتمبر 2006
تشجب لجنه حماية الصحفيين عملية اختطاف رئيس تحرير إحدى الصحف وقطع رأسه في السودان, حيث حاصر رجال ملثمين محمد طه محمد احمد رئيس تحرير صحيفة الوفاق الخاص في سيارة كانت تقف أمام منزله في شرق الخرطوم, في وقت متأخر يوم الثلاثاء, وقد عثرت الشرطة على رأسه المقطوع بالقرب من جسده اليوم في جنوب العاصمة, و أفاد مصدر لجنة حماية الصحفيين و التقارير الإخبارية بأن يديه و ساقيه كانا مقيدان.
و جدير بالذكر أن محمد طه البالغ من العمر 50 سنة كان إسلاميا و عضو سابق بالجبهة الوطنية الإسلامية, و لكن في شهر مايو العام الماضي تم حبسه لعدة أيام و تم وقف جريدته لمدة ثلاثة أشهر فضلا عن تغريمه بمبلغ 8 مليون جنيه سوداني (3.200 دولار أمريكي) , وذلك بسبب الإساءة إلى الإسلاميين ذوي النفوذ عن طريق إعادة نشر مقال من الانترنت يبحث في نسب النبي محمد, و قد طالب المتظاهرون أمام المحكمة بإعدامه بتهمة الكفر و انتهاك المقدسات, و المعروف أن السودان دولة متشددة دينيا و تعاقب على الكفر و الإساءة للإسلام بالإعدام.
و منذ ستة أشهر, أشعل معتدون مجهولون النار في مقر جريدة الوفاق مما دمر المبنى بشكل سيء, و ذكر مصدر لجنة حماية الصحفيين أنه كان من الصعب التعرف على مرتكبي الجريمة.
و قال جويل سيمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين “إننا ندين القتل الوحشي الذي تعرض له محمد طه محمد أحمد” و أضاف “إننا نطالب السلطات السودانية بالعثور على المسئولين عن هذا الفعل المشين و تقديمهم للعدالة” و قد تجمع العديد من الصحفيين السودانيين في مجمع الخرطوم الصحفي احتجاجا على حادثة القتل و مطالبة الحكومة بحماية الصحافة.
و ذكرت قناة الجزيرة الفضائية الناطقة باللغة العربية أن محمد طه خاض الكثير من المعارك مع الحكومة و أحزاب المعارضة بسبب كتاباته و من ثم خلق لنفسه العديد من الأعداء السياسيين, وبسبب المقال الذي كتبه عن النبي تلقى تهديدات تليفونية من الجماعات الإسلامية المسلحة المقاتلة في السودان.
و على مدار الشهر الماضي, تراجعت حرية الصحافة بشدة في السودان, و في 30 أغسطس ضربت شرطة الخرطوم إبراهيم محمد المصور لدى محطة تليفزيون الجزيرة الواقعة في قطر, و صادروا الكاميرا منه في أثناء مظاهرة ممنوعة ضد الأرتفاع في أسعار الوقود و السكر, حسب ما ذكرت وكالة رويترز, و في 26 أغسطس, اتهمت محكمة بالفاشير مراسل صحيفة “شيكاغو تريبيون” باول سالوبيك الفائز بجائزة بوليتزر و سائقه و مترجم اللغة التشادية الخاصة به بتهمة التجسس و نقل معلومات بطريق غير شرعي و كتابة “أخبار كاذبة”.
كما تم حبس تومو كريزنار المصور الحر في دارفور في 19 يوليو و حكم عليه في 14 أغسطس بالسجن لمدة عامين, فيما تعتبره لجنة حماية الصحفيين اتهام باطل بالتجسس.
اقرأ الخطاب الاحتجاجي للجنة حماية الصحفيين:
http://www.cpj.org/protests/ 06ltrs/mideast/sudan28aug06pl.html
لجنة حماية الصحفيين هي منظمة مستقلة غير هادفة للربح, و مقرها نيويورك , تعمل من أجل حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم , لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الإليكتروني www.cpj.org