نيويورك في 26 أبريل 2006
تلقت لجنة حماية الصحفيين تقارير تفيد بأن الجنود الإسرائيليين اعتدوا على الصحفيين الفلسطينيين الذين يقومون بتغطية أحداث الشغب في الضفة الغربية بمدينة نابلس في حادثتين على الأقل هذا الشهر.
ففي 17 أبريل , قام الجنود بإطلاق النار على مجموعة من المصورين في أثناء تغطيتهم لإحدى الغارات المسلحة للجيش الإسرائيلي على منزل في المدينة القديمة في نابلس , وقال كل من ناصر أشتية و عبد الرحمن خبيسة من وكالة أسوشيتد بريس الإخبارية , و جعفر أشتية من وكالة الأنباء الفرنسية , وعبد الرحيم قاصيني و حسن تيتي من وكالة رويترز أنهم كانوا يصورون الغارة و المصادمات بين الجنود و الشباب الذين يرشقونهم بالحجارة من على مسافة حوالى خمسمائة ياردة (متر) بجانب السيارة التابعة لأسوشيتد بريس التي تتميز بكلمة “صحافة” الواضحة جدا عليها , و قالوا أنهم كانوا يرتدون سترات فسفورية اللون عليها علامة “صحافة”.
و عندما قام تيتي بتثبيت كاميرا الفيديو على حامل على بعد ثلاثة أقدام (1 متر) من السيارة , أطلق الجنود الإسرائيليون النيران على الكاميرا لإجبار الصحفيين على العودة إلى السيارة التي كانت أيضا تحت النيران , و قد قدمت جمعية الصحافة الأجنبية في إسرائيل (FPA) للجيش احتجاجها على عملية إطلاق النيران بتاريخ 25 أبريل.
و قال المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية الكابتن يعقوب دلال أن الجيش تناول الحادثة بجدية و يقوم الآن بالتحقيق فيها.
و أخبر ناصر أشتية لجنة حماية الصحفيين بأن سيارة جيب تابعة للجيش الإسرائيلي حاولت سحقه هو و صحفيين فلسطينيين آخرين كانوا يحاولون تغطية العمليات المسلحة بالأمس , حيث كان الصحفيون في شارع رئيسي لإعداد تقرير حول طرد الأسر من أحد العمارات في أثناء الغارة العسكرية التي حدثت في حي المخفية في نابلس , و قام جندي بتهديد الصحفيين و تقدم نحوهم بسيارة جيب أجبرتهم على التنحي عن الطريق.
في 22 أبريل , تعرض أشرف أبو شاويش مصور وكالة رويترز للرمي بطلقات مطاطية في أثناء تصوير الاشتباكات بين المحتجين الفلسطينيين و الجيش الإسرائيلي في نابلس , حيث تورط أبو شاويش الذي كان يرتدي سترة توضح هويته كصحفي في مشادة كلامية مع الجندي , وبعد ذلك تم ضربه مرتين في قدمه و صدره بطلقات مطاطية , وقالت جمعية الصحفيين الأجانب في إسرائيل أنها أطلعت على الحادث باهتمام شديد.
و قالت آن كوبر المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين “إننا لنأسف على هذه التصرفات التي تعرض أرواح الصحفيين للخطر و نناشد قوات الدفاع الإسرائيلي بإجراء تحقيقات نزيهة في هذه الأحداث و التأكد من محاسبة المخطئ”
و في أثناء فترات الشغب التي عرفت باسم “الانتفاضة” وثقت لجنة حماية الصحفيين عشرات الحوادث التي تعرض فيها الصحفيين للاعتداء و القتل بنيران القوات الإسرائيلية , وقد شجبت لجنة حماية الصحفيين الامتناع عن التحقيق في هذه الحوادث و القبض على المسئولين عنها و معاقبتهم , مما سمح للجنود بمواصلة التصرف دون خوف من العقوبة.