معاملة الكاتب التونسي المحتجز تثير مخاوف كبيرة

نيويورك في 31 مارس 2006

تعرب لجنة حماية الصحفيين عن ضيقها الشديد بشأن سوء المعاملة و المضايقات التي يتعرض لها محمد عبو الكاتب و المحامي الحقوقي التونسي . 

فقد ذكرت زوجته سامية في لقاء أجرته معها لجنة حماية الصحفيين أن عبو كان في غاية الضعف حيث لم يستطع النهوض في أثناء الزيارة القصيرة لأفراد أسرته يوم الخميس , و قالت “هو قال إنه أجبر على النزول في زنزانة مع أربعة سفاحين وهو يعتقد أنهم تلقوا تعليمات من إدارة السجن بمضايقته ليل نهار”. 

و أخبر عبد الرزاق الكيلاني عضو الهيئة الوطنية للمحامين (الذي بقي خارج السجن) لجنة حماية الصحفيين أن محمد عبو قد تعرض لاعتداء حراس السجن يوم الخميس , كما أن محمد عبو في إضراب عن الطعام منذ 11 مارس احتجاجا على ظروف سجنه المتدهورة و مضايقات الشرطة لأسرته. 

و قال كيلاني الذي تعرض هو نفسه للوقف و المضايقات أكثر من مرة على يد الشرطة في أثناء قيامه بتوصيل سامية عبو و أبنها إلى السجن في مدينة الكاف على بعد حوالي 105 ميل (170 كم) غرب تونس : “يبدو أن لديهم تعليمات لتحطيم عبو جسديا و معنويا , و للأسف نحن نبدو أقرب لقانون الغابة و ليس للقانون الحاكم”. 

قام البوليس السري التونسي بالقبض على عبو في مارس 2005 , و في الشهر التالي حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة سنوات و نصف بسبب مقال نشره على الإنترنت “شهر فيه بالإجراءات القضائية” و كان من “المحتمل أن يخل بالنظام العام” , فقد كتب عبو على الموقع الإخباري التونسي المحجوب “أخبار تونس” مقارنة بين التعذيب في السجون التونسية و التعذيب في سجن أبو غريب سيء السمعة بالعراق. 

و يبدو أن المضايقات التي يتعرض لها عبو و أسرته هي جزء من حملة موسعة لمعاقبة الصحفيين و المدافعين عن حقوق الإنسان الذين علا صوتهم بانتقاد تقليل الدولة من أهمية سجل حقوق الإنسان و حرية التعبير قبل و في أثناء القمة العالمية لمجتمع المعلومات الذي عقد في شهر نوفمبر بتونس. 

و أحد المستهدفين في هذه الحملة كانت نزيهة رجيبة (المعروفة أيضا بأم زياد) رئيسة تحرير المجلة الاليكترونية “كلمة” و نائب رئيس مرصد حرية الصحافة و النشر و الإبداع المعروف بالاختصار الفرنسي OLPEC . 

و في ديسمبر و فبراير , قالت رجيبة أنها تلقت تهديدات تشك في أنها ترجع إلى مصادر حكومية , تفيد بـ “تلطيخ سمعة عائلتها إن لم تتوقف عن عبور الخطوط الحمراء” , وفي وقت سابق هذا الأسبوع تلقت رسالة مرسلة من البريد الفرنسي تحتوي على صور إباحية ملفقة لزوجها مختار جلالي المحامي و العضو السابق بالبرلمان. 

و أخبرت رجيبة للجنة حماية الصحفيين: “هم الآن يقومون بتوزيع هذه الصور مع شرائط فيديو من نفس النوعية المنحطة لإيذاء مشاعر أسرتي و معاقبتي على ممارسة حقي الأساسي في حرية التعبير , و هم يجرحون صورة تونس باستخدام هذه الطرق في مناهضة معارضيهم و إخضاعهم للعنف و الألم , ولكنهم لن يتمكنوا من إجباري على وقف التعبير عن نفسي بحرية”.

و قالت آن كوبر المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين: “يجب على السلطات التونسية وضع حد ليس فقط للاضطهاد المهين الذي يتعرض له محمد عبو و أسرته و لكن أيضا لسجنه الغير عادل” و أضافت “يجب عليهم أيضا وقف مضايقة و اضطهاد نزيهة رجيبة و أسرتها مع تذكر أن هذه الاعتداءات التي أخذت في التزايد مؤخرا هي غير مقبولة”.