نيويورك، 14 أغسطس/آب 2013 – كان صحفي واحد على الأقل من بين مئات القتلى الذين سقطوا اليوم في المصادمات بين قوات الأمن المصرية وبين مؤيدي الرئيس المطاح به، محمد مرسي، وفقاً لتقارير الأنباء. كما أبلغ عدة صحفيين عن تعرضهم لاعتداءات وتهديدات أو تعرضهم للاحتجاز.
وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “يجب على السلطات المصرية كبح جماح قوات الأمن وأن ترسل إشارة واضحة بوجوب عدم التعرض للصحفيين أو مضايقتهم بينما يحاولون تغطية الاضطرابات. إن هذه الإصابات والخسائر المأساوية في الأرواح في صفوف العاملين في الصحافة التي وقعت اليوم ليست أمراً مقبولاً تحت حكم حكومة زعمت بأنها سيطرت على السلطة من أجل استعادة الحريات الديمقراطية”.
داهمت قوات الأمن في الصباح الباكر موقعي اعتصامين لمؤيدي مرسي في ميدان رابعة العدوية في القاهرة وفي ميدان النهضة في الجيزة مستخدمةً الغاز المسيل للدموع والذخائر الحية، حسب تقارير الأنباء. وأدت هذه المداهمات إلى اندلاع مصادمات عنيفة بين الشرطة وبين مؤيدي مرسي في جميع أنحاء البلاد. وتم الإبلاغ عن مقتل 235 مدنياً على الأقل وإصابة أكثر من 1000 شخص، وفقاً لوزارة الصحة المصرية. وبعد عدة ساعات من المداهمة، أعلنت الحكومة المصرية حالة الطوارئ، واستقال نائب الرئيس، محمد البرادعي، من منصبه.
أصيب مصور يعمل مع شبكة ‘سكاي نيوز’ برصاص أودى بحياته، وذلك بينما كان يغطي المصادمات خارج مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر، حسب تقارير الأنباء. وأفادت شبكة ‘سكاي نيوز’ أن الصحفي القتيل، ويُدعى مايك دين، عمل مع الشبكة منذ 15 عاماً. ولم تحدد الشبكة الجهة التي أطلقت النيران، ولكنها أوضحت بأن سائر الطاقم الصحفي لم يصابوا بأذى.
وقال روبرت ماهوني من لجنة حماية الصحفيين، “يجب على الحكومة المصرية أن تسمح لجميع الصحفيين بالعمل بحرية. ويجب عليها إجراء تحقيق فوري لتحديد المسؤولين عن مقتل مايك دين ومحاسبتهم على ذلك”.
وقُتلت صحفية مصرية أخرى بالرصاص اليوم في ميدان رابعة العدوية، ولكنها لم تكن في مهمة صحفية، وهي حبيبة أحمد عبد العزيز التي كانت تعمل مراسلة صحفية مع صحيفة ‘أكسبرس’ المحلية في دبي والمرتبطة بصحيفة ‘غلف نيوز’ الإماراتية. وقال عبد الحميد أحمد للجنة حماية الصحفيين، وهو رئيس تحرير صحيفة ‘غلف نيوز’، إن حبيبة عبد العزيز لم تكن في مهمة صحفية لحساب أيٍ من الصحيفتين، وإنها توجهت إلى مصر لقضاء إجازتها السنوية.
وأبلغ عدة صحفيين عن تعرضهم لإصابات. فقد أصيبت الصحفية أسماء وجيه برصاصة في قدمها بينما كانت تغطي الأحداث في ميدان رابعة العدوية، وفقاً لوكالة ‘رويترز’، وهي تتلقى العلاج حالياً في المستشفى. وأصيب المصور محمد الزكّي الذي يعمل مع قناة ‘الجزيرة’ برصاصة في ذراعه بينما كان يغطي المصادمات، حسبما أفاد حسن سعيد المغمر طه للجنة حماية الصحفيين، وهو منتج أخبار في القناة. كما أصيب المصور أحمد النجار الذي يعمل مع صحيفة ‘المصري اليوم’ برصاصة في ذراعه بينما كان يغطي المصادمات بين الشرطة وبين مؤيدي مرسي بالقرب من ميدان النهضة، حسبما أفاد حسام فاضل للجنة حماية الصحفيين، وهو مصور يعمل مع الصحيفة، وحسب تقارير الأنباء.
واحتجزت قوات الأمن عدة صحفيين سعياً منها لتقييد التغطية الإعلامية لعملية المداهمة لموقعي الاعتصامين اللذين يتواجد فيهما أنصار مرسي. وأفاد صحفي فرنسي مستقل يستخدم الاسم المهني المستعار “ماني” للجنة حماية الصحفيين بأنه كان يغطي الاضطرابات بالقرب من ميدان رابعة العدوية لحساب القناة الرابعة البريطانية عندما احتجزته قوات الأمن واقتادته إلى استاد رياضي في مدينة نصر. وقال إن عناصر الشرطة قاموا بركله وضربه باستخدام عصي وأعقاب بنادقهم وسلبوا المعدات التي كانت بحوزته، بما في ذلك محفظة نقوده وبطاقته الصحفية وهاتفه. وقال ماني إنه أخبر الشرطة مرات عديدة بأنه صحفي. ولم يتمكن من استعادة مقتنايته حتى الآن.
وأفاد ماني للجنة حماية الصحفيين بأنه كان محتجزاً مع صحفيين اثنين آخرين هما مايك غيغليو، وهو صحفي أمريكي يعمل مع الموقع الإلكتروني الإخباري ‘ذا ديلي بيست’، ولويس ياميه، وهو مراسل صفحي فرنسي مستقل. وقد أفرج عن الصحفيين الثلاثة بعد ثلاث ساعات من احتجازهم، ولكن دون المعدات التي كانت بحوزتهم. وكتب غيغليو مقالاً في موقع ‘ذا ديلي بيست’ قال فيه إن قوات الشرطة حاصرته خارج ميدان رابعة العدوية وطلبت منه كلمة السر لفتح جهاز الكمبيوتر المحمول الذي كان بحوزته، وعندما رفض قام عناصر الشرطة بضربه بصفة متكررة حتى امتثل لأوامرهم. وقال إن الصحفي ياميه تعرض للضرب ايضاً على يد قوات الأمن.
وقال غيغليو في تقريره إن المصور المصري المستقل محمود أبو زيد كان محتجزاً أيضاً في الاستاد الرياضي، ولم يُفرج عنه مع سائر الصحفيين. واحتجزت السلطات صحفي آخر قرب ميدان رابعة العدوية، وهو عبدالله الشامي الذي يعمل مراسلاً مع قناة ‘الجزيرة’، وفقاً لما أفادت به القناة. ومن غير الواضح ما إذا كان الصحفيون محتجزين حالياً.
كما احتُجز اليوم لفترة مؤقتة صحفيان يعملان في قناة ‘الجزيرة’ هما الموحد بالله عبد الرحمن وعماد الدين السعيد، حسبما أفادت حياة اليماني للجنة حماية الصحفيين، وهي منتجة أخبار في قناة ‘الجزيرة مباشر’.
وأفادت صحيفة ‘واشنطن بوست’ إن قوات الأمن المصرية احتجزت الصحفي توم فين لفترة وجيزة. وكان هذا الصحفي يغطي الأخبار من ميدان رابعة العدوية، ونشر نبأ احتجازه والإفراج عنه على موقع تويتر.
وأبلغ عدة صحفيين ممن يغطون أحداث اليوم إن قوات الأمن المصرية وجهت إليهم تهديدات وأعاقتهم عن القيام بعملهم. وقال صحفيون إن الجنود وعناصر الأمن قاموا بكسر الكاميرات، وصادروا بطاقات الذاكرة منها، وأجبروا المصورين على حذف الصور التي التقطوها. ونشرت الصحفية أباغيل هاوسلونر، مديرة مكتب صحيفة ‘واشنطن بوست’ في القاهرة، على موقع توتير أن ضابطاً في الشرطة قال لها، “إذا رأيتك مرة أخرى، فسأطلق الرصاص على ساقيكِ”.
وقال الصحفي الفرنسي، ماني، للجنة حماية الصحفيين بإنه كان مع مصور تركي في يوم الثلاثاء وتمت محاصرتهما ومضايقتهما من قبل معارضي مرسي خارج مبنى حكومي في القاهرة. وقال إن الشرطة سمحت لهما باللجوء إلى داخل المبنى. وقال له عناصر من الشرطة إن الحشد كانوا يعتقدون إن الصحفيين يعملان مع ‘الجزيرة’ أو ‘سي أن أن’، وهما قناتان يعتبرهما المتظاهرون المعارضون لمرسي أنهما متحيزتان لجماعة الإخوان المسلمين.
وأصدرت لجنة حماية الصحفيين تقريراً خاصاً اليوم بعنوان “على خط الانقسام: حرية الصحافة مهددة في مصر”. ويُفصّل التقرير كيف أن حكومة مرسي والحكومة الحالية خيبتا الآمال الكبيرة بشأن حرية الصحافة في أعقاب ثورة عام 2011 التي أطاحت بحسني مبارك.
· للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول مصر، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لمصر على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.