نيويورك، 9 تموز/يوليو 2012 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه يجب على السلطات السودانية أن تفرج فوراً عن صحفيتين احتجزتهما قبل أسبوع تقريباً بسبب تغطيتهما للتظاهرات المناهضة للحكومة التي جرت في الخرطوم. ولم تكشف السلطات عن مكان وجود الصحفيتين أو عن الاتهامات الموجهة إليهما.
اعتقل عناصر من قوات الأمن في 3 تموز/يوليو الصحفية المصرية شيماء عادل، وهي محررة صحفية مصرية تعمل في صحيفة ‘الوطن’ المصرية الخاصة، والصحفية السودانية المستقلة مروة التيجاني التي تكتب في مواقع إلكترونية محلية، وذلك من مقهى للإنترنت، حسب صحيفة ‘الوطن‘. وكانت الصحفيتان، واللتان اعتقلتا برفقة الناشطة السياسية يسرى عبدالله، تغطيان الاحتجاجات في السودان التي انطلقت في 16 حزيران/يونيو في جامعة الخرطوم، حسب تقارير الأنباء. وقد انتشرت الاحتجاجات إلى مناطق أخرى من البلاد، وردت قوات الأمن بقسوة إذ عمدت إلى تفريق التظاهرات باستخدم الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، واعتقلت مئات من المتظاهرين واعتدت على العديد منهم بالضرب، كما اعتدت على الصحفييين، حسب تقارير الأنباء.
وأوردت صحيفة ‘المصري اليوم’ المصرية أن نقابة الصحفيين السودانيين أبلغت الصحيفة أنها علمت من السلطات السودانية أن شيماء عادل بصحة جيدة، ولكن الحكومة لم تفصح عن أية معلومات عن أوضاع أي من الصحفيتين.
وقال نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، روبرت ماهوني، “تعتقد السلطات السودانية أن بإمكانها إسكات التغطية الصحفية للاضطرابات السياسية من خلال إخفاء الصحفيين في ثقب أسود للمعلومات. ولا تعلم أسرتا الصحفيتين شيماء عادل ومروة التيجاني ما إذا كانت ابنتاهما آمنتين، وهذا أمر يمثل قسوة شديدة. نحن نحمّل السلطات السودانية المسؤولية عن سلامة الصحفيتين ورفاههما ونطالب بالإفراج الفوري عنهما”.
ونشرت صحيفة ‘الوطن’ بياناً على موقعها الإلكتروني دعت فيه جميع الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان الانضمام إليها في تنظيم مسيرة في يوم الثلاثاء ستتوجه إلى نقابة الصحفيين المصريين ووزارة الخارجية في القاهرة للمطالبة بالإفراج عن شيماء عادل. وقالت الصحيفة أيضاً أن موظفيها يخططون لتنظيم مسيرة ستتوجه إلى الوزارة للمطالبة الحكومة المصرية ببذل جهود أكبر لضمان الإفراج عن الصحفية. كما تظاهر عشرات الصحفيين أمام السفارة السودانية في القاهرة وأمام نقابة الصحفيين خلال عطلة نهاية الأسبوع، وطالبوا بالإفراج عن شيماء عادل، حسب تقارير الأنباء.
وأوردت صحيفة ‘ذا إيجيبت إنديبندانت’ المصرية اليومية الناطقة بالإنجليزية أن الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، السيد عمرو رشدي’ قال أن وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، حثّ نظيره السوداني على الإفراج عن شيماء عادل والسماح لها بالعودة إلى مصر. وأضاف بأن الوزارة ستواصل متابعة قضيتها حتى الإفراج عنها.
وقد صعّدت السلطات السودانية مضايقاتها للصحفيين خلال الأسابيع الأخيرة. ففي يوم الجمعة، قام عناصر من جهاز الأمن والمخابرات الوطني باحتجاز صحفييَن من قناة ‘الجزيرة’ لفترة قصيرة، حسبما افادت القناة. فقد احتُجز المراسل الصحفي عماد عبد الهادي، والمصور ياسر سليمان وتعرضا للضرب، وصادرت السلطات الهاتف الذي كان بحوزة عبدالهادي، حسب القناة. وأفادت قناة ‘العربية’ لوكالة الأنباء الفرنسية أن السلطات احتجزت أفراد طاقمها لفترة قصيرة في يوم الجمعة، وتعرض أحد المصورين “لمعاملة خشنة”، حسب تقرير وكالة الأنباء الفرنسية.
شيماء عادل هي ثاني صحفية مصرية تعتقلها السلطات السودانية خلال الأسبوعين الماضيين. ففي 21 حزيران/يونيو، وثّقت لجنة حماية الصحفيين اعتقال الصحفية سلمى الورداني التي تعمل مع وكالة ‘بلومبرغ’، والتي احتجزتها السلطات لعدة ساعات ثم طردها السلطات إلى خارج البلاد في 26 حزيران/يونيو. كما وثّقت لجنة حماية الصحفيين اعتقال ثلاثة صحفيين آخرين؛ وعملية اقتحام استهدفت فيها قوات الأمن مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في الخرطوم؛ وحجب ما لا يقل عن ثلاثة مواقع إلكترونية إخبارية ناقدة.
· للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول السودان، يرجى زيارة الصفحة المخصصة للسودان على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.