الحكومة المصرية تسعى لكبح وسائل الإعلام

نيويورك، 16 آب/أغسطس 2012 – حكومة الرئيس محمد مرسي وحلفاؤها يناهضون التغطية الإخبارية الناقدة، ويسعون إلى كبح الصحفيين الناقدين والصحف التي تديرها الدولة، بما في ذلك ملاحقات قضائية ضد الصحفيين واعتداءات تعرض لها ثلاثة صحفيين في الشوارع، حسب تقارير الأنباء.

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “هذه الممارسات تمثل تراجعاً مثيراً للقلق ما كان يجب على الرئيس محمد مرسي الذي انتخب مؤخراً أن يقوم بها. نحن نناشد الرئيس مرسي بالتراجع عن هذا المسار فوراً وأن يظهر التزامه بحرية الصحافة”.

 

تحدث عدة صحفيين عن مماسرات قمعية في صحيفة ‘الأخبار’ التي تديرها الدولة. وكانت الصحيفة من بين عدد من الصحف الحكومية اليومية البارزة التي تم تعيين رؤساء تحرير جدد لإدارتها من قبل الغرفة الثانية في البرلمان المصري، والمعروفة أيضاً باسم مجلس الشورى، وذلك في 7 آب/أغسطس، حسب تقارير الأنباء. وقد اعتُبرت خطوة مجلس الشورى هذه على أنها وسيلة من قبل حكومة الرئيس مرسي التي يسيطر علها حزب الحرية والعدالة التابعة لجماعة الأخوان المسلمين، من أجل وضع أشخاص متعاطفين مع النظام في مناصب مهمة للسيطرة على التغطية الإعلامية. وعمدت عدة صحف خاصة إلى نشر أعمدة صحفية فارغة في 9 آب/أغسطس احتجاجاً على هذه التعيينات، حسب تقارير الأنباء.

 

وقال الصحفي البارز إبراهيم عبد المجيد لوسائل الإعلام في يوم الخميس، وهو يكتب مقالاً أسبوعياً في صحيفة ‘الأخبار’ ومن ناقدي جماعة الأخوان المسلمين، إن السلطات أمرت بإيقاف نشر عموده الصحفي، حسب تقارير الأنباء. وأضاف أن مدير تحرير الصحيفة الجديد، محمد حسن البنا، يحاول تطبيق سياسة من شأنها إزاحة أي كتاب ينتقدون جماعة الأخوان المسلمين من صحيفة ‘الأخبار’، حسب التقارير.

 

وأفاد الكاتب والروائي المصري الشهير، يوسف القعيد، الذي ينشر مقالات في صحيفة ‘الأخبار’، للموقع الإلكتروني الإخباري ‘أهرام أونلاين‘، أن الصحيفة رفضت في 12 آب/أغسطس نشر مقاله الأخير الذي انتقد فيه جماعة الأخوان المسلمين بسبب هجومها على الصحافة. وقد أنكر البنا منع نشر مقالة القعيد وزعم أن الصحيفة لم تستلم المقالة، حسب تقارير الأنباء.

 

وأفادت الكاتبة عبلة الرويني لموقع ‘أهرام أونلاين’، وهي تكتب مقالا يوميا في صحية ‘الأخبار’ أن الصحيفة طلبت منها تخفيف لهجة النقد الموجه لجماعة الأخوان المسلمين في مقالها الذي قدمته في 9 آب/أغسطس، ولكنها رفضت وأصرت أن يُنشر المقال بأكمله، ولم تتلقَ رداً من الصحيفة حول الأمر. وفي اليوم التالي ظهر عدد الصحيفة دون المقال المعني.

 

وأوردت وسائل إعلام محلية في يوم الأربعاء أن صحيفة ‘الأخبار’ أعلنت أنها ستوقف نشر صفحة “آراء حرة” والتي ينشر فيها الكاتبان القعيد وعبد المجيد مقالاتهما، مما يعني أنهما لن يتمكنا لاحقاً من الكتابة في الصحيفة، حسب التقارير.

 

وفي هذه الأثناء، قال مكتب النيابة العامة في القاهرة في يوم الأثنين أنه سيلاحق قضائياً مدير تحرير صحيفة ‘الدستور’ اليومية المستقلة، إسلام عفيفي، بتهمة إهانة الرئيس، حسب تقارير الأنباء. وقد وجهت النيابة ضد عفيفي تهمة السعي “لبث الفوضى” في مصر عبر نشر “معلومات كاذبة” حول الرئيس مرسي، حسب التقارير. وفي 11 آب/أغسطس، أصدرت محكمة في القاهرة حكماً بمصادرة عدة أعداد من صحيفة ‘الدستور’ بسبب مقال نشر على الصفحة الأولى وصف الرئيس مرسي بأنه “فاشي” وطالب الجيش “بالدفاع عن الدولة المدنية”، حسب تقارير الأنباء. وفي يوم الأحد، أصدرت محكمة في القاهرة أمراً بحظر سفر عفيفي إلى خارج البلاد، حسب تقارير الأنباء. وحددت المحكمة يوم 23 آب/أغسطس لمحاكمة الصحفي.

 

وفي 8 آب/أغسطس، تعرض ثلاثة صحفيين لاعتداء اثناء تظاهرة وذلك على يد متظاهرين يحملون صوراً للرئيس مرسي، وفق تقارير الأنباء. وكان المتظاهرون يطالبون بإيقاف المحطة الفضائية الخاصة ‘الفراعين’ والمعروفة بمناهضتها لمرسي، كما كانوا يحتجون على ما وصفوه بفساد الإعلام المصري، وذلك أمام مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية، وفق تقارير الأنباء. ويُذكر أن مدينة الإنتاج الإعلامي هي مجمع كبير في ضواحي القاهرة تتخذ منه العديد من وسائل الإعلام مقراً لها. وأوردت تقارير الأنباء أن المتظاهرين عمدوا أيضاً إلى منع الضيوف من دخول المجمع.

 

وهاجم المتظاهرون سيارة الصحفي يوسف الحسيني مقدم البرامج في الإذاعة والتلفزيون والذي يدير برنامجا تلفزيونا على المحطة الفضائية الخاصة ‘أون تي في’، وحاول المتظاهرون منعه من دخول المجمع، حسبما أفاد الحسيني عبر برنامجه. وأفادت تقارير الأنباء أن المتظاهرين اعتداوا أيضاً في الأمسية ذاتها على سيارة المذيع التلفزيوني عمرو أديب الذي يعمل في القناة الفضائية الخاصة ‘أوربت’، ولم توفر التقارير إية تفاصيل إضافية.

 

وقال الصحفي خالد صلاح، رئيس تحرير صحيفة ‘اليوم السابع’ اليومية الخاصة، إن متظاهرين يحملون لافتة مؤيدة للرئيس مرسي ألقوا حجارة على سيارته مما أدى إلى تحطيم شبابيكها بينما كان يحاول الدخول إلى المجمع الإعلامي، وفقاً لتقارير إخبارية. وقد رفع صلاح شكوى رسمية ضد حزب الحرية والعدالة واتهم قادة الحزب بالتحريض على مهاجمته، حسب التقارير.

 

وأصدر حزب الحرية والعدالة بياناً نشره على موقعه الإلكتروني شجب فيه الاعتداءات ضد الصحفيين وأنكر تورطه في أي منها.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول مصر، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لمصر على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.