يجب إجراء تحقيقات بشأن الإساءات لحرية الصحافة في مصر

نيويورك، 19 كانون الأول/ديسمبر 2011 – تطالب لجنة حماية الصحفيين السلطات المصرية بإيقاف الاعتداءات على الصحفيين والهجمات على وسائل الإعلام الإخبارية إذ تفرض رقابة على التغطية الصحفية للاحتجاجات الجارية في القاهرة. فقد وثقت لجنة حماية الصحفيين خلال الأيام القليلة الماضية 15 اعتداءً على الأقل ضد الصحافة أثناء المصادمات بين قوات الأمن وبين المتظاهرين في وسط القاهرة.

قام عناصر من قوات الأمن يرتدون ملابس رسمية وملابس مدنية بالاعتداء على صحفيين واعتقالهم خلال الأيام الأربعة الماضية، كما قاموا بتحطيم معدات إعلامية أو مصادرتها مستهدفين بذلك وسائل إعلام إخبارية. وقد لقي 14 شخصاً حتفهم وأصيب مئات الأشخاص بجراح منذ يوم الجمعة خلال المصادمات، حسبما أفادت وكالة ‘أسوشيتد برس‘ للأنباء.

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يجب على السلطات المصرية أن تكف عن استخدام العنف كشكل من أشكال الرقابة على الصحافة التي تقوم بالكشف عن القمع العنيف ضد المتظاهرين في شوارع القاهرة. ويجب على الحكومة المصرية أن تضمن منع أي اعتداءات أخرى ضد وسائل الإعلام وضمان إجراء تحقيقات شاملة بشأن الاعتداءات التي حدثت”.

وثقت لجنة حماية الصحفيين الاعتداءات التالية خلال الأيام الأربعة الماضية:

·         تعرض الصحفي إيفان هيل للضرب على يد قوات الأمن قرب مقر مجلس الوزراء في القاهرة واحتجز لفترة وجيزة، ويعمل هذه الصحفي مع الموقع الإلكتروني الإخباري الإنجليزي التابع لقناة ‘الجزيرة’، حسبما أفاد الموقع. وقد قام عناصر الأمن بمصادرة هاتف وكاميرا وجواز سفر كانت بحوزته. ونشر الصحفي على موقع تويتر قائلاً: “قام جنود ورجال يرتدون ملابس مدنية بضربي باستخدام هروات وعصي خشبية ومرة واحدة بعتلة حديدية قبل أن يقتادوني إلى داخل المبنى”.

·         وفي يوم السبت داهم ما يقارب 30 جنديا برج البث التابع لشركة البث التلفزيونية المحلية ‘شركة القاهرة للأخبار’ والواقع في فندق الإسماعلية بالقرب من ميدان التحرير، حسبما أفاد شركة البث. وقام الجنود بإلقاء معدات التصوير والبث من النافدة مما تسبب بخسارة للشركة تقدر بـ 100,000 دولار أمريكي، حسبما قالت الشركة. وقد أصيب الموظفون بالذعر ولكنهم تمكنوا من مغادرة المكان.

·         قامت مجموعة من الجنود في يوم السبت بمداهمة مبنى يأوي عدة مكاتب إعلامية في ميدان التحرير بعد بث مقطع مصور يظهر امرأة تعرضت للضرب والركل ثم تم تجريدها من ملابسها من قبل قوات الأمن، حسبما أوردت وكالات الأخبار. وقد استهدف الجنود مكاتب قناة البث الفضائية الخاصة ‘أون تي في’ وقناة ‘الجزيرة’، وقاموا بتحطيم المعدات وصادروا الكاميرات والأشرطة وعطلوا البث. وذكرت تقارير أن موظفا في قناة ‘الجزيرة’ قد احتجز لمدة ساعتين بعد هذه المداهمة، حسبما أفادت مجموعات محلية معنية بحرية الصحافة.

·         توقف البث الحي للقناة الفضائية المصرية ‘سي بي سي’ في يوم السبت بعد أن بثت القناة مقطع فيديو يظهر شرطة مكافحة الشغب يقومون بضرب أحد المدنيين بينما كان ملقى على الأرض ومن دون حراك في وسط شارع القصر العيني بالقرب من ميدان التحرير، حسبما أفادت عدة وسائل إعلام. وفي اليوم نفسه تم قطع البث مرة أخرى بعد أن بثت القناة مقطع فيديو يظهر قوات الأمن تقوم بضرب امرأة وركلها ثم تجريدها من ملابسها وجرها في الشارع شبه عارية.

·         احتجزت قوات الأمن في يوم السبت الصحفي الأمريكي جوزيف مايتون، رئيس تحرير الموقع الإخباري المستقل ‘بك يا مصر’ (Bikyamasr)، بعد أن قام بتغطية المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام مبنى مجلس الوزراء في شارع القصر العيني، ثم أفرج عنه بعد 11 ساعة، حسبما أفاد الموقع. وقال جوزيف مايتون في بيان صحفي: “قاموا بتفتيش كل الملفات الموجودة في حاسوبي الشخصي وحذفوا أي شيء اعتبروا أنه ‘غير ملائم لإطلاع المصريين عليه’ ثم قاموا بمسح ذاكرة الكمبيوتر بأكملها وأعادوه إلي”.

·         قامت قوات الأمن بضرب الصحفي عمر سعيد، وهو مراسل صحيفة ‘النهار’ اليومية اللبنانية، وذلك أمام مبنى مجلس الوزراء، بينما كان يغطي المصادمات في يوم السبت، وفقاً لتقارير إخبارية. وقد أصيب الصحفي بجرح في عينه.

·         قامت قوات الأمن بضرب الصحفي حسن شاهين أمام مبنى مجلس الوزراء بينما كان يغطي المصادمات في يوم السبت، حسبما أفادت تقارير إخبارية. ويعمل شاهين محرراً في صحيفة ‘البديل’ اليومية المستقلة، وقد أصيب بعدة كدمات في وجهه وجسده.

·         احتجزت قوات الأمن لفترة قصيرة الصحفيتين شيماء عادل وسارة نور الدين اللتين تعملان في صحيفة ‘المصري اليوم’ اليومية المستقلة بينما كانتا تغطيان الأحداث في ميدان التحرير والمنطقة المحيطة به، حسب تقارير الأنباء.

·         احتجزت قوات الأمن في مساء يوم السبت الصحفي أشرف الورداني الذي يعمل في الصحيفة الإلكترونية ‘المسائية’، ولم يكترث رجال الأمن عندما أظهر الصحفي بطاقته الصحفية، وقد أفرج عنه بعد أربع ساعات. وأفادت تقارير إخبارية إنه اقتيد إلى مبنى مجلس الوزراء حيث تعرض للضرب هناك.

·         احتجزت قوات الأمن في يوم السبت الصحفي سامي مجدي الذي يعمل مع الموقع الإلكتروني الإخباري المحلي ‘مصراوي’، وقد ظل محتجزاً لمدة خمس ساعات، حسبما ورد في بيان أصدره موقع ‘مصراوي’.

·         وفي يوم السبت أيضاً، قامت مجموعة مكونة من رجال مسلحين مجهولي الهوية يرتدون ملابس مدنية بمداهمة غرفة فندق ينزل فيها صحفيون من محطة ‘فرانس كلتشر’ الإذاعية الفرنسية بينما كانوا يحضّرون لإجراء مقابلة مع الكاتب المصري علاء الأسواني. وأفادت تقارير الأنباء أن الصحفيين تعرضوا لاعتداء وتم تحطيم المعدات التي كانت بحوزتهم.

·         داهمت قوات الأمن في يوم السبت شقة سكنية تطل على ميدان التحرير تأوي عدة صحفيين يعملون على تغطية الأحداث التي تجري في الميدان. وقام عناصر الأمن بتحطيم الكاميرات والمعدات التي كانت بحوزة الصحفيين، حسبما أوردت صحيفة ‘نيويورك تايمز‘.

·         أورد الصحفي شريف عبد القدوس، مراسل البرنامج الإذاعي الأمريكي ‘الديمقراطية الآن’، أن قوات الجيش صادرت جهازي تصوير كانا بحوزته. وأضاف الصحفي أنه شاهد الجنود يأخذون كاميرات من مراسلين يعملون مع قناة ‘الجزيرة’، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني التابع للبرنامج الإذاعي.

وتأتي هذه الموجة الأخيرة من الاعتداءات في أعقاب مصادمات عنيفة جرت في تشرين الثاني/نوفمبر بين محتجين وبين قوات الأمن في مدينتي القاهرة والإسكندرية. وقد وثقت لجنة حماية الصحفيين 35 حالة لصحفيين تعرضوا لاعتداءات مختلفة مثل إطلاق الرصاص والاعتداءات الجنسية والضرب والاحتجاز لفترات تزيد عن ستة أيام.