يجب على السلطات السورية الإفراج عن الصحفيين المحتجزين

رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد

14 كانون الأول/ديسمبر 2011

سيادة الرئيس بشار الأسد

رئيس الجمهورية العربية السورية

القصر الرئاسي، شارع الرشيد،

دمشق، سوريا

عبر الفاكس رقم: +963 11 332 3410

حضرة الرئيس بشار الأسد:

تكتب لجنة حماية الصحفيين إليكم لجلب انتباهكم للتقارير المثيرة للقلق حول احتجاز صحفيين وإساءة معالمتهم في السجون السورية. وقد وثقت لجنة حماية الصحفيين خلال الأشهر العشرة الماضية 29 حالة لصحفيين تم اعتقالهم بسبب قيامهم بعملهم، وتسع حالات لصحفيين أجانب تم طردهم من سوريا منذ آذار/مارس. كما وثّقنا تسع حالات لصحفيين مسجونين حالياً.

السيد الرئيس، لقد صادقتم على قانون الإعلام الذي تم إقراره في آب/إغسطس والذي كان القصد منه تخفيف القيود عن الصحفيين ومنع اعتقالهم، إلا أن السلطات واصلت احتجاز الصحفيين بصفة روتينية ودون أن توجه إليهم أية اتهامات. وتظهر تقصّيات لجنة حماية الصحفيين أن عدداً من الصحفيين قد احتجزوا في بلادكم دون أن تقدم السلطات أية معلومات حول مكان وجودهم أو ظروفهم الصحية. وقد تم الإفراج عن بعض الصحفيين بعد أن تم احتجازهم لفترات طويلة ودون أن توجه إليهم أية اتهامات. لقد تحققنا من وجود تسعة صحفيين على الأقل في السجن، ونحن نرفق قائمة بأسمائهم بوثيقة منفصلة كي تتطلعوا عليها. ونحن نناشدكم أن تعلنوا عن أسماء جميع الصحفيين المحتجزين في سوريا وعن الجرائم المنسوبة إليهم، إضافة إلى معلومات حول وضعهم الصحي وأماكن احتجازهم. كما نناشدكم أن تضعوا حداً لجميع أعمال المضايقة والترهيب التي يتعرض لها الصحفيون في بلادكم.

ونحن نذكركم بقبولكم لمقترحات الجامعة العربية التي صدرت في تشرين الثاني/نوفمبر، والتي تعهدتم بناء عليها أن تسمحوا للصحفيين الأجانب بدخول بلادكم وأن تتيحوا لوسائل الإعلام المحلية أن تعمل بحرية. ونحن نناشدكم تنفيذ هذا الإجراء فوراً.

ونحن نطالبكم أيضاً بضمان إجراء تحقيق جاد بشأن مقتل المصور الصحفي فرزات جربان الذي قتل وتم التمثيل بجثته في حمص في تشرين الثاني/نوفمبر. وكان فرزات جربان هو أول صحفي يقتل في سوريا منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين توثيق حالات قتل الصحفيين في عام 1992.

نحن نناشدكم أن تضعوا حداً للمضايقات والترهيب ضد الصحفيين في بلادكم، ونكرر دعوتنا لكم للإعلان عن أسماء الصحفيين المحتجزين في سوريا وعن معلومات حول ظروفهم الصحية وأماكن احتجازهم.

نشكركم على اهتمامكم بهذه الشؤون المهمة، ونحن نتطلع لتلقي ردكم.

مع التحية،

جويل سايمون

المدير التنفيذي

الصحفيون المحتجزون في السجون السورية

·         في كانون الأول/ديسمبر 2009، أودعت الصحفية طل الملوحي السجن بعد أن تم استدعائها لاستجوابها من قبل قوات الأمن. وفي شباط/فبراير، حكمت عليها محكمة أمن الدولة بالسجن لمدة خمسة أعوام على خلفية تهمة ملفقة “بإفشاء معلومات لدولة أجنبية يجب أن تبقى مكتومة حرصاً على سلامة الدولة”.

·         اعتقلت السلطات في تموز/يوليو الصحفي محمد جمال الطحان، وهو محرر وكاتب في صحيفة “تشرين” المملوكة للدولة، وقد اقتادته قوات الأمن من بيته في حلب. وكان قد كتب تأييداً للانتفاضة الشعبية، حسبما أفادت تقارير إخبارية. ولا تتوفر أية معلومات عن مكان احتجازه أو عن وضعه الصحي أو وضعه القانوني. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، قالت وسائل إعلام إقليمية أنها تلقت معلومات غير مؤكدة من مصادر موثوقة أن هذا الصحفي قد يكون توفي في السجن. ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من التحقق من تلك التقارير بصفة مستقلة.

·         اعتقلت قوات الأمن في آب/أغسطس المصور الصحفي المستقل طارق سعيد بلشة في مدينة اللاذقية بعد ثلاثة أيام من قيامه بنشر معلومات حول قيام قوات الأمن بإطلاق الرصاص في مخيم الرمل للاجئين في مدينة اللاذقية، وفقاً لتقارير إخبارية. ولم يتم الإعلان حتى الآن عن أية اتهامات ضد هذا الصحفي.

·         اعتقلت السلطات في آب/أغسطس الصحفي المستقل عادل وليد خرسا على خلفية تغطيته الصحفية للاحتجاجات في حماة، وفقا لتقارير إخبارية. ولم تصدر أية معلومات حول مكان اعتقاله أو عن وضعه الصحي أو وضعه القانوني. وقد أعربت منظمة العفو الدولية عن خشيتها من أنه قد يكون تعرض للتعذيب في السجن.

·         اعتقلت السلطات في أيلول/سبتمبر الصحفي المستقل عامر مطر الذي يكتب في صحيفة ‘الحياة’، وذلك في مدينة دمشق بعد أن نشر تغطية صحفية حول التظاهرات، حسبما أظهرت تقصيات لجنة حماية الصحفيين. ولم تعلن السلطات عن أية اتهامات رسمية ضدة أو أية إجراءات قضائية.

·         اعتقلت السلطات في تشرين الأول/أكتوبر الصحفي المستقل جهاد جمال، وقد اقتادته من أحد مقاهي دمشق برفقة المراسل الصحفي البريطاني شين مكاليستر الذي يعمل في القناة البريطانية الرابعة. وقال مكاليستر الذي أفرج عنه بعد ستة أيام إنه رأى جهاد جمال آخر مرة في غرفة تحقيق في مبنى في وسط دمشق وكان معصوب العينين وجاثياً على ركبتيه، وذلك وفقاً لما أوردته القناة الرابعة. ولم تعلن السلطات عن اتهامات موجهة لجهاد جمال.

·         اعتقلت السلطات في تشرين الثاني/نوفمبر الصحفي علاء خضر مدير وكالة الأنباء السورية الرسمية في دير الزور، حسبما أفادت تقارير إخبارية. وكان علاء خضر قد استقال من منصبه في يوم اعتقاله احتجاجا على “انتهاكات النظام لحقوق الإنسان ضد المدنيين”، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية. ولم تصدر أية معلومات حول مكان اعتقاله أو عن وضعه الصحي أو وضعه القانوني.

·         اعتقلت شرطة الحدود السورية  الصحفية والناشطة في مجال الدفاع عن الحريات الصحفية، رزان غزاوي، وذلك بينما كانت متوجهة إلى العاصمة الأردنية عمان للمشاركة في مؤتمر حول حرية الصحافة عقد في 4 كانون الأول/ديسمبر. وكانت هذه الصحفية المولودة في الولايات المتحدة الأمريكية قد عملت خلال الأشهر العشرة الماضية على تغطية عمليات احتجاز المدونين والكتاب في سوريا. وأفادت تقارير إخبارية بأن رزان غزاوي قد تواجه حكما بالسجن لمدة 15 عاماً، إذ وجهت إليها السلطات في يوم الأثنين اتهامات “بإضعاف الشعور القومي”، و “محاولة إيقاظ النعرات العنصرية والمذهبية”، و “نشر معلومات كاذبة”. وقد أنكر محامي الصحفية جميع الاتهامات خلال جلسة المحكمة، حسبما أفاد المركز السوري للإعلام وحرية التعبير الذي تعمل فيه الصحفية السجينة.

·         وفي 8 كانون الأول/ديسمبر، اعتقلت السلطات المصورة والمنتجة السينمائية المستقلة جيفارا نمر بينما كانت متوجهة للمشاركة في مهرجان دبي السينمائي، حسبما أفادت تقارير إخبارية. وكانت قد اعتقلت سابقاً في 13 تموز/يوليو ولكن تم الإفراج عنها بالكفالة لاحقا ووجهت إليها تهمتي “التظاهر دون تصريح”، و “التحريض على الشغب”، حسبما أفادت مجموعات محلية معنية بحرية الصحافة.

نسخة إلى:

عماد مصطفى، السفير السوري في الولايات المتحدة الأمريكية

أحمد يونس، وزير العدل السوري

نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية

روبرت ستيفين فورد، السفير الأمريكي في الجمهورية العربية السورية

جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي

ريتشارد لوغر، رئيس حزب الأقلية في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي

دان بورتون، رئيس اللجنة الفرعية المعنية بالشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس النواب الأمريكي

مايكل بوسنر، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية المعني بشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل