عائلات الصحفين المحتجزين في مصر تنتظر نتائج المحاكمات الأخيرة

إعداد: مروة مرجان/ متدربة في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للجنة حماية الصحفيين

يستعد محمد الفخراني مرة كل أسبوعين لزيارة شقيقه، الصحفي عبد الله الفخراني، في السجن. ويحزُم بعض الطعام وملابس وكتب، أما أهم ما يجهزه فهو ردود مكتوبة على رسائل شقيقه. وأفاد محمد الفخراني للجنة حماية الصحفيين أنه لم يفوّت أي يوم زيارة، وأنه كان يبلغ من العمر 11 عاماً عندما اعتُقل شقيقه في عام 2013 (وكان يعمل مديراً تنفيذياً لشبكة ‘رصد’ الإعلامية المعارضة) ثم صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 25 عاماً على خلفية اتهامات بمناهضة الدولة.

وقال محمد الفخراني إن رسائله مع شقيقه تتناول الموضوعات التي لا يتاح لهما وقت لمناقشتها أثناء الزيارات القصيرة في سجن طرة في القاهرة. وأضاف إن شقيقه يعطيه نصائح عامة وتوصيات بشأن ما ينبغي عليه قراءته في المستقبل، في حين يكتب محمد في رسائله عن آخر أخبار دروس اللغة الألمانية التي يأخذها.

وقال محمد الفخراني، الذي يبلغ من العمر 15 عاماً، “الرسائل تساعد، ولكنها غير كافية أبداً، فأنا أشتاق له”.

ويقول بأنه يأمل بأن شمل الأسرة سيلتئم في هذا الشهر. ففي 8 مايو/ أيار، من المتوقع أن يصدر حكم في المحاكمة المعادة لعبدالله الفخراني وخمسة صحفيين آخرين: سامحي مصطفى، وهو من مؤسسي شبكة ‘رصد’؛ ومحمد العدلي من قناة ‘أمجاد’ التلفزيونية؛ وهاني صلاح الدين، وهو مدير الأخبار في قناة ‘مصر 25’ التلفزيونية المؤيدة لجماعة الأخوان المسلمين، ومسعد البربري، الذي يعمل مديراً إدارياً في القناة نفسها؛ وحسن القباني، ويعمل صحفياً مستقلاً لعدة مؤسسات إعلامية من بينها شبكة ‘رصد’. وقد أدينوا جميعاً في عام 2015 بتهمتي “نشر الفوضى” و “إقامة غرفة عمليات لتوجيه الأخوان المسلمين لتحدي الحكومة” فيما بات يُعرف في مصر بقضية غرفة عمليات رابعة. ويشير هذا الاسم إلى الاعتصام الذي جرى في ميدان رابعة العدوية في القاهرة، حينما توافد المصريون للاحتجاج على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وقد فرقت السلطات الاعتصام بالقوة في 14 أغسطس/ آب 2013، مما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص، حسب تقارير الأنباء.

الفخراني وزملاؤه هم من بين 25 صحفياً سجيناً في مصر بسبب عملهم، وذلك لغاية الوقت الذين أصدرت فيه لجنة حماية الصحفيين أحصاءها الأخيرة للصحفيين السجناء. وستُعقد في مايو/ أيار أيضاً محاكمات لثلاثة صحفيين آخرين ممن شملهم الإحصاء.

ومن بينهم:

– عبدالله شوشة

سيمثُل عبدالله شوشة أمام المحكمة في 2 مايو/ أيار، وهو مراسل لقناة ‘أمجاد’ ومساهم لشبكة ‘رصد’، وستشمل المحاكمة نفسها 88 متهماً آخر، حسب ما أفادت به شقيقته، رحمة شوشة، والجماعة الحقوقية المحلية ‘صحفيون ضد التعذيب‘. وكان شوشة قد اعتقل في 22 سبتمبر/ أيلول 2013 بينما كان يغطي تظاهرة في الإسماعيلية، وفقاً لتقصيات لجنة حماية الصحفيين. ويواجه الصحفي والمتهمون الآخرون في القضية تهمة الانتماء لجماعة الأخوان المسلمين المحظورة، والانتماء لجماعة مسلحة، وإشعال حرائق في سيارات تابعة لعاملين في القضاء والشرطة. وانتسب شوشة لجامعة قناة السويس أثناء وجوده في السجن وهو يسعى للحصول على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع، وقالت شقيقته للجنة حماية الصحفيين أن يوم محاكمته يصادف موعد امتحاناته الجامعية أيضاً.

– محمود ابو زيد

محمود ابو زيد، والمعروف أيضاً باسم شوكان، هو مصور صحفي مستقل وحائز على الجائزة الدولية لحرية الصحافة، وسيمثل أمام محكمة جنايات القاهرة في 9 مايو/ أيار، حسبما أفاد شقيقه محمد ابو زيد للجنة حماية الصحفيين. وقد اعتُقل شوكان في 14 أغسطس/ آب 2013 بينما كان يغطي فض اعتصام رابعة العدوية في القاهرة لحساب الموقع الإلكتروني البريطاني ‘ديموتكس’. وتشمل قضيته 738 متهماً آخر يواجهون اتهامات حيازة الأسلحة، والتجمع غير المشروع، والشروع في القتل، والقتل، حسب تقصيات لجنة حماية الصحفيين. وقد ظل شوكان في الحبس الاحتياطي لمدة تزيد عن ثلاثة سنين ونصف السنة، وغالباً ما يتم تأجيل جلسات محاكمته أو إلغائها.

– محمود عبد النبي

ستعقد في الإسكندرية في 21 مايو/أيار جلسة لمحاكمة الصحفي محمود عبد النبي الذين يعمل في شبكة ‘رصد’، وهو الصحفي الذي أمضى أطول مدة في السجون المصرية حسب الإحصاء الأخير للجنة حماية الصحفيين، حسبما علمت لجنة حماية الصحفيين من الصحفي عبد الرحمن ياقوت الذي حضر الجلسة السابقة. وقد اعتُقل محمود عبد النبي في 3 يوليو/ تموز 2013 بينما كان يغطي مصادمات بين متظاهرين مؤيدين لجماعة الأخوان المسلمين وبين قوات الأمن في الإسكندرية، وذلك بعد بضعة ساعات من الإطاحة بمحمد مرسي، وفقاً لتقصيات لجنة حماية الصحفيين. وبدأت محاكمته في عام 2016، وهو متهم بممارسة أعمال شغب وحيازة أسلحة.

تحولت مصر منذ الإطاحة بمرسي وصعود الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة، من بلد لا يوجد فيه صحفيون سجناء حسب إحصاء لجنة حماية الصحفيين لعام 2012، إلى أحد البلدان التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين في العالم، وفقاً لتقصيات لجنة حماية الصحفيين. وتضمنت حملة القمع التي شنها نظام السيسي ضد الصحافة استخدام السلطات لاتهامات مناهضة الدولة والانتماء لجماعة الأخوان المسلمين المحظورة بغية سجن الصحفيين، وفرض قوانين وأنظمة لتقييد حرية الصحافة.