الطريق إلى العدالة

كسر طوق الإفلات من العقاب في جرائم قتل الصحفيين

“عدم وجود عدالة في المئات من جرائم القتل ضد الصحفيين في جميع أنحاء العالم هي واحدة من أكبر الأخطار التي تهدد حرية الصحافة اليوم. وبينما نما الاهتمام الدولي بالقضية على مدى العقد الماضي، كان هناك تقدما طفيفا في خفض معدلات الإفلات من العقاب. وعلى الدول أن تظهر المزيد من الإرادة السياسية لتنفيذ الالتزامات الدولية ولإحداث تأثير على المعدلات العالية من العنف التى يواجهها الصحفيون بشكل روتيني. تقرير خاص من لجنة حماية الصحفيين.”

أكتوبر 2014

جدول المحتويات

حول هذا التقرير

تصدير
بقلم ميروسلافا غونغادزي

1. ما معنى الإفلات من العقاب؟

ليس مجرد حكاية واحدة تنتهي بمقتل صحفي؛ بل جو متعاظم من الترهيب. وإن لم يُعاقب القاتل فإن القتلة سيزدادون جرأة ويتكرر العنف. ما من خيار أمام الصحفيين سوى فرض الرقابة الذاتية على أنفسهم أو حتى الفرار إلى المنافي. لقد أدت الاعتداءات التي تستهدف الإعلام إلى حرمان العالم من فهم الأبعاد الكاملة للعنف الدائر في سوريا وتهريب المخدرات في المكسيك ونفوذ الجيش في باكستان والفساد في روسيا.

2. قياس التقدم إزاء الواقع المستعصي

يُعتبر الإقرار الدولي -بما في ذلك الأمم المتحدة- بأن الإفلات من العقاب يمثل مشكلة عالمية، خطوة مهمة. إلا أن التقدم خارج أروقة السياسة ظل متقطعاً، إذ ارتفعت معدلات الإفلات من العقاب بثبات في معظم البلدان خلال العقد المنصرم. ولكن ثمة علامات مشجعة، منها أن مستوى الإدانة في جرائم قتل الصحفيين أخذ يرتفع شيئاً فشيئاً. وقد جسّد أحد البلدان، وهو كولومبيا، الأمل على هذا الصعيد، لكنه يظهر أيضاً الطريق الطويل الذي يجب قطعه قبل بلوغ العدالة.

3. أين يترعرع الإفلات من العقاب

ثمة طرق عدة يترسّخ بها الإفلات الواسع والدائم من العقاب عندما يتعلق الأمر بالاعتداء على الصحفيين. ففي بعض الحالات، يكون ذلك بسبب ضعف الإرادة السياسية، فيما يكون النزاع أو ضعف دوائر إنفاذ القانون في حالات أخرى هو ما يضع العدالة في موقف لا تحسد عليه. وفي أغلب الأحوال تتضافر كل هذه العوامل معاً. إن دراسة البيئات التي يترعرع فيها الإفلات من العقاب هي الخطوة الأولى نحو القضاء عليه.

* قضية مقتل نتاليا إستيميروفا العالقة

4. الخطوات المؤثرة وغير المؤثرة

دفعت سنوات من أنشطة المناصرة التي قامت بها جماعات حرية الصحافة ومنظمات حقوق الإنسان والصحفيون بعض الحكومات إلى التعهد بمكافحة العنف المعادي للصحافة، بيد أن الكثير من هذه الحكومات أخفق في اتخاذ إجراءات. وعمدت حكومات أخرى إلى سن قوانين أو إنشاء فرق عمل أو تعيين مدعين عامين أو لجان خاصة، وكانت نسب النجاح متفاوتة. فقد أدى بعض من هذه المبادرات إلى تحقيق تقدم وكان بعضها قائم على تصور جيد لكنه عانى من ضعف الموارد، فيما بدا بعضها الآخر أنه لا يعدو كونه وسيلة لتحاشي النقد.

* صربيا : بداية جديدة في جرائم قديمة

5. زيادة الضغط وفرض الامتثال

تبنت الأمم المتحدة قرارات للتعامل مع مسألة الإفلات من العقاب وسلامة الصحفيين ثم أطلقت خطة عمل في هذا الصدد. وقد بدأت الخطة تكتسب قوة في بلدين تبين أنهما طبقا الخطة مبكراً -وهما بالتحديد باكستان ونيبال- إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في العراق. ويجب على وكالات الأمم المتحدة أن ترفع من مستوى انخراطها على هذا الصعيد إذا ما أردنا الحفاظ على الزخم العالمي. ومن الأدوات الأخرى التي تكتسب موطئ قدم صغير لها في ميدان مكافحة الإفلات من العقاب، شبكة المحاكم الإقليمية، غير أن أحكامها تُواجه بالاستخفاف في أغلب الحالات.

* رفع ثمن الإفلات من العقاب، باسم ماغنيتسكي

6. الخلاصة

لقد وصلت الحرب على الإفلات من العقاب في جرائم قتل الصحفيين إلى مفترق طرق مهم حيث يمكن للمكاسب المتواضعة أن تسمح للرضا عن الذات أن يتسلل إلى نفوسنا. لم تنجح الجهود التي يبذلها الأقارب والزملاء والاهتمام الإعلامي المستدام والضغوط الدبلوماسية واللجوء إلى القضاء في دفع عجلة العدالة قُدماً إلا في حالات نادرة. هناك خطوات أخرى غير ذلك يمكن للحكومات اتخذاها مثل نقل مواقع المحاكمات ورفع مستوى حماية الشهود وإصلاح النظم القضائية وإنشاء هيئات مستقلة للتدقيق في التحقيقات التي تشوبها نقائص. ويتطلب بعض الحلول الكثير من الموارد، بعكس بعضها الآخر. ويجب أن يحتل الوفاء بالتزامات الأمم المتحدة في مكافحة الإفلات من العقاب صدارة الأولويات.

التوصيات

توصيات لجنة حماية الصحفيين للحكومات الوطنية والمجتمع الدولي ووسائل الإعلام الإخبارية.

المرفق I

الصحفيون الذين قُتلوا بين عامي 2004 و2013

المرفق II

وثائق وقرارات مهمة للأمم المتحدة

لغات أخرى: Español, Français, Português, English , Русский

نسخة مطبوعة

صورة الغلاف: صحفيون وطلاب صحافة يحملون توابيت وهمية في مانيلا لإحياء الذكرى السنوية الثالثة لمذبحة ماغينداناو في الفلبين التي تصادف 23 نوفمبر/ تشرين الثاني. (وكالة الصحافة الفرنسية/ نويل سيليس)