التضامن في أعقاب قتل الصحفي الأمريكي فولي يُلهم الصحفي السجين محمد فاضل فهمي الذي يعمل مع قناة الجزيرة

بقلم شريف منصور/ منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين

يقبع الصحفي محمد فاضل فهمي الذي يعمل مع قناة ‘الجزيرة’ في أحد السجون المصرية منذ ديسمبر/كانون الأول. وهو ينتظر جلسة لمحكمة الاستئناف للنظر في الحكم الصادر بحقه بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة “التآمر مع جماعة الإخوان المسلمين”. إلا أن ما أثار لديه السخط أكثر من الحكم الجائر بحقه، هو جريمة قتل الصحفي الأمريكي المستقل جيمس فولي. ويرى فهمي أن هذه الجريمة تمثل فرصة لكسب تأييد دولي لقضية الصحفيين المقموعين في مصر.

وقال الصحفي محمد فهمي لشقيقه عادل فهمي، “لن يذهب مقتل فولي عبثاً؛ إذ سيثير ثورة عالمية ضد الإرهاب وستعمل هذه الثورة على تحرير الأشخاص الذين ماتوا أثناء سعيهم لتقديم المساعدة [من خلال سرد] قصص الناس”.

وقد أخبرني عادل بأنه لم يرَ شقيقه منزعجا ومتألماً طوال فترة سجنة الممتدة منذ تسعة أشهر في ظروف سيئة في الوقت الذي يعاني فيه من إصابه في كتفه، بقدر انزعاجه وألمه بسبب مقتل فولي. وقال عادل إن شقيقه لم يكن يعرف فولي شخصياً، إلا أنهما عملا في الوقت نفسه في تغطية الأخبار من ليبيا في عام 2011 بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي، عندما كان محمد فهمي يعمل مع محطة ‘سي أن أن‘. وقد أثار مقتل فولي مشاعر محمد فهمي، إذ ذكّره ذلك بالثمن الذي يتكبده الصحفيون من أجل نقل الحقيقة، حسبما أفاد عادل.

وقدم عادل تبرعاً مالياً نيابة عن أخيه لصندوق الطوارئ في لجنة حماية الصحفيين، وذلك تكريماً لذكرى فولي. وقال إن شقيقه يعتقد أن دعم صحفي ما في أي مكان هو دعم لجميع الصحفيين في كل مكان. وقال عادل “إذ تقدم لجنة حماية الصحفيين وغيرها من المنظمات المساعدة بشأن الاعتداءات الهائلة ضد الصحفيين في سوريا والعراق، فإننا نحن أيضاً نقدر جهودهم ونطالب المجتمع الدولي بدعم كفاحنا ضد الظلم في مصر”.

وكان محمد فهمي يفكر بعدم رفع دعوى استئناف، نظراً للمحاكمة المخزية التي أُجريت له، إلا أن أسرة هذا الصحفي المصري-الكندي أقنعته بوجوب استنفاد جميع الوسائل. ويعتقد محمد فهمي أن الجهود الدبلوماسية غير المعلنة هي أفضل أمل لديه للإفراج عنه. وقد أبلغني شقيقه أنه يعتقد بأن السلطات الكندية والسلطات الأمريكية التي تدعم حرية الصحافة ولديها وسائل ضغط على مصر، يمكنها أن تبذل المزيد من الجهد.

ويركز محمد فهمي وأسرته على بناء الدعم المحلي. وقد قررت خطيبته، مروى عمارة، أن تدافع عنه علنا وأن تخاطر بسلامتها دفاعاً عن “حب حياتها”. وقد طلبت من سلطات السجن مؤخراً بالسماح لمحمد فهمي بالزواج منها في السجن. وما زال الخطيبان ينتظران إجابة السلطات.

وقام عدد من المشاهير المصريين، بمن فيهم المخرج السينمائي عمرو سلامة والممثل خالد أبو النجا، بإصدار مناشدة عامة على موقع يوتيوب من أجل الإفراج عن الصحفي. كما قامت شخصيات عامة أخرى، بمن فيهم رجل الأعمال القبطي الشهير نجيب ساويرس، والرئيس السابق للجمعية التأسيسية، عمرو موسى، بتوقيع شهادات موثقة لدعم محمد فهمي في قضيته، وأفادوا فيها بأنه صحفي مستقل ويتمتع بأخلاق حميدة.

وقال لي عادل بأن هذا التضامن النادر من داخل مصر بحاجة إلى دعم دولي كي يتواصل. وأضاف “لا يمكننا الاعتماد على محكمة الاستئناف … وقد يكون [التضامن] هو أملنا الأخير”. وقد يكون التضامن الدولي هو الأمل الأخير للصحفيين السجناء الآخرين في مصر، حيث تقدّر لجنة حماية الصحفيين بأنه يوجد 12 صحفياً آخر محتجزين في مصر. وقال عادل، “هذا التضامن قد يكون العامل الحاسم في قضيتنا وفي قضايا الصحفيين الآخرين”.