الصحافة المصرية تتعرض لاعتداءات بعد الإطاحة بمرسي

نيويورك، 8 يوليو/تموز 2013 – قُتل اليوم مصور صحفي مصري يعمل مع صحيفة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين بينما كان يغطي المصادمات في القاهرة، وفقاً لتقارير الأنباء. كما أبلغ مراسلون صحفيون محليون ودوليون عن تعرضهم لاعتداءات في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في الأسبوع الماضي.

أوردت صحيفة ‘الحرية والعدالة’ التي يصدرها الحزب السياسي التابع لجماعة الإخوان المسلمين في عددها الصادر اليوم أن المصور أحمد عاصم السنوسي أصيب برصاص أطلقه قناص أثناء قيامه بتصوير قوات الأمن وهي تطلق النيران على متظاهرين مؤيدين لمرسي. وكان السنوسي يغطي المصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين المؤيدين لمرسي قرب  مقر الحرس الجمهوري، وقد أدت هذه المصادمات إلى مقتل 54 شخصاً على الأقل، وفقاً لتقارير الأنباء.

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “لقد قام قناص بإسكات أحمد عاصم السنوسي، إلا أن هذه الجريمة تُبرز الأحداث المأساوية لهذا اليوم. إن مسار مصر نحو السلام والحرية يعتمد على التزام السلطات باحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان الأساسية لجميع الأشخاص”.

وأفادت عبير السعدي، نائب رئيس نقابة الصحفيين المصريين، للجنة حماية الصحفيين أن النقابة ستمنح السنوسي عضوية فخرية وستقدم راتباً تقاعدياً لأسرته.

يأتي مقتل هذا الصحفي في أعقاب اعتداءات عديدة ضد الصحافة ورقابة حكومية على امتداد عدة أيام. وفي يوم السبت، قام متظاهرون مؤيدون لمرسي قرب ميدان رابعة العدوية في مدينة نصر بالاستيلاء على سيارة خاصة للبث الإعلامي الحي مملوكة للتلفزيون الحكومي من أجل أن تستخدمها القنوات التلفزيونية المؤيدة لمرسي لتغطية الاحتجاجات، وفقاً لتقارير الأنباء.

وقال المتحدث باسم الجيش في مؤتمر صحفي عُقد اليوم إن الرقابة التي فرضتها الحكومة في الأسبوع الماضي على عدة قنوات تلفزيونية مؤيدة لمرسي كانت مستندة إلى قناعة الجيش بإن تلك القنوات كانت تحرض على العنف، حسب تقارير الأنباء. وقام هذا الضابط بطرد مدير مكتب قناة ‘الجزيرة’ العربية، عبد الفتاح فايد، وطاقم القناة من المؤتمر الصحفي بعد أن زعم صحفيون آخرون أن القناة متحيزة لمرسي، حسب تقارير الأنباء.

واستُدعي عبدالفتاح فايد للتحقيق معه أمس بعد أن وجهت له النيابة العامة تهمة تعكير صفو الأمن والسلم العام، وفقاً لتقارير الأنباء. ولم تقدم النيابة أية أدلة لدعم اتهاماتها. وفي يوم السبت، أفرجت السلطات عن مدير مكتب قناة ‘الجزيرة مباشر’، وهي قناة مصرية مرتبطة بشبكة الجزيرة، وذلك بعد دفع كفالة قدرها 10,000 جنيه مصري (ما يعادل 1,400 دولار)، وكان قد اعتُقل في 3 يوليو/تموز. وظهرت تقارير تفيد بأن عدداً من الصحفيين العاملين في قناة ‘الجزيرة’ استقالوا من عملهم في الأيام الأخيرة لمعارضتهم للمنظور السياسي للقناة في تغطية الاضطرابات.

كما تعرض صحفيون دوليون لتهديدات، فقد أصيب الصحفي جيريمي باوين بطلق خرطوش في رأسه مصدره قوات الأمن المصرية بينما كان يغطي التظاهرات المؤيدة لمرسي في 5 يوليو/تموز، وفقاً لتقارير الأنباء. وفي اليوم نفسه، قام عناصر من الجيش المصري بقطع البث الحي عن قناة ‘سي أن أن’ الذي كان يبثه الصحفي بين ويدمان من ميدان التحرير. ووجه مؤيدو مرسي اتهاماً لقناة ‘سي أن أن’ بأنها متحيزة، مما دفع ويدمان لنشر تغريدة عبر موقع تويتر قال فيها إن ميدان التحرير ما عاد آمناً لطاقم القناة.

وقال صحفيون دوليون آخرون عبر موقع تويتر، بمن فيهم إد أو من وكالة ‘غيتي’ وماثيو كاسيل من قناة ‘الجزيرة’ الإنجليزية، إن ميدان التحرير ما عاد آمناً للأجانب. وفي مؤتمر صحفي عُقد اليوم، وجه الجيش المصري تحذيراً للمواطنين غير المصريين بالابتعاد عن أماكن الاحتجاجات.

احتجزت السلطات طاقم تلفزيوني ألماني بقيادة الصحفي ديرك إمريش لمدة عدة ساعات اليوم بينما كان يغطي المصادمات خارج مقر الحرس الجمهوري، وفقاً لتقارير الأنباء نقلاً عن تغريدات إمريش عبر موقع تويتر.

وخلال الأسبوعين الماضيين، قُتل صحفيان وطالب بينما كانوا يوثقون التظاهرات والمصادمات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه. وقبل هذه الخسائر الأخيرة في الأرواح بين الصحفيين في مصر، بلغ عدد الصحفيين القتلى في مصر منذ عام 1992 أربعة صحفيين فقط، وفقاً لأبحاث لجنة حماية الصحفيين.

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول مصر، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لمصر على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.