يجب على السلطات اللبنانية الإفراج عن الصحفي المحتجز والذي لم توجه إليه أية تهمة

نيويورك، 14 أيلول/سبتمبر 2012 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه يجب على السلطات اللبنانية أن تفرج فوراً الصحفي رامي عيشة المحتجز دون اتهامات والذي تعرض لإساءات منذ اعتقاله منذ أكثر من أسبوعين في حين تحقق السلطات بمزاعم بتورطه بتهريب أسلحة في الضواحي الجنوبية لبيروت.

وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، “نحن نشعر بانزعاج شديد جراء تواصُل احتجاز رامي عيشة وما تعرّض له من إساءات ونطالب بالإفراج الفوري عنه. يجب أن يتمكن الصحفيون في لبنان من العمل بحرية خلال هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد”.

 

رامي عيشه هو صحفي مستقل وهو لبناني من أصل فلسطيني، وقد عمل صحفياً ومترجماً لعدة وسائل إعلام تعمل في لبنان بما فيها مجلة ‘تايم’، وقد اعتُقل على يد قوات حزب الله في 30 آب/اغسطس، وفقاً لرسالة تلقتها لجنة حماية الصحفيين من صحفيين يعملون مع مجلة ‘تايم’ وصحيفة ‘فاينانشال تايمز’ ومجلة ‘ديرشبيغل’ وصحيفة ‘صنداي تايمز’ وصحفيون آخرون يعملون في لبنان ويشعرون بالانشغال جراء احتجاز رامي.

 

اعتُقل رامي عيشة بصحبة ضابط في الجيش برتبة رائد يدعى وسام عبد الخالق، وشخص ثالث هو أحد أقارب هذا الضابط، وفقاً لتقرير بثه تلفزيون ‘المنار’ التابع لحزب الله. وقد أقر التقرير بأن رامي عيشة هو صحفي يحقق بقصة إخبارية محتملة.

 

كان الصحفي ورفيقاه يستقلون سيارة على طريق المطار بالقرب من الضاحية الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها حزب الله، حينها قام عملاء لحزب الله بإيقافهم وإجبارهم على ركوب سيارة أخرى، حسب الرسالة التي أرسلها الصحفيون من بيروت والتي استشهدت بمعلومات وفرها محامي الصحفي المعتقل. وقد اقتيد الصحفي ورفيقاه إلى مكتب تابع لحزب الله حيث احتجزوا هناك لبعضة ساعات تعرضوا خلالها لضرب مبرح، حسب الرسالة.

 

وقد أصيب رامي عيشة بكدمات جراء الضرب، وقام عناصر حزب الله بتحطيم الكاميرا التي كانت بحوزته، على الرغم من أنه لم يصور أي شيء، حسبما قال عيشة لمحاميه ووفقاً لما نقلته الرسالة. نُقل عيشة إلى مركز للشرطة العسكرية في بيروت، حيث تعرض للضرب هناك أيضاً، حسب الرسالة. وقد عرضت قضيته أمام قاضٍ عسكري رفض الإفراج عنه بكفالة، على الرغم من عدم توجيه أية اتهامات ضد الصحفي.

 

وفي 12 أيلول/سبتمبر، نُقل رامي عيشة إلى سجن القبة في مدينة طرابلس البعيدة عن مكان سكنه حيث تعيش زوجته وابنته، وفقاً للرسالة التي بعثها الصحفيون من بيروت. وقد أودع الصحفي في زنزانة مع عدد كبير من السجناء الآخرين يتراوح عددهم ما بين 70 إلى 90 سجينا، حسبما أفاد السيد رمزي عيشة، شقيق الصحفي، للجنة حماية الصحفيين. وقال الشقيق إن سلطات السجن أبلغت الأسرة بأن الزيارة مسموحة ثلاث مرات في الأسبوع فقط، ولمدة بضعة دقائق في كل مرة. وقال رمزي عيشة إنه عندما زار شقيقه في السجن، لم يتمكن من رؤيته سوى لمدة دقيقتين. وقال الشقيق إن الصحفي يشعر بقلق شديد على سلامته الشخصية.

 

وقال رمزي عيشة إن شقيقه قام مرات عديدة بتغطية صحفية حول تهريب الأسلحة من لبنان إلى سوريا، وربما يكون هذا هو سبب اعتقاله. وقال الصحفي للسلطات إنه كان يغطي موضوعاً إخباريا فحسب وإنه محتجز تعسفاً، وفقاً لما أفاد به الشقيق. وأفادت الرسالة التي أرسلها الصحفيون من بيروت أيضاً أن رامي عيشة عمل عدة مرات على موضوع تهريب الأسلحة؛ وأضافت الرسالة إنه كان عادة يبادر بنفسه لتغطية هذا الموضوع.

 

عمل رامي عيشة لعدة وسائل إعلام دولية منذ عام 2007. ومنذ انطلاقة الانتفاضة السورية في عام 2011، ظل يغطي النزاع الذي تلا هذه الانتفاضة وظهور الجيش السوري الحر، حسب الرسالة.

 

وفي يوم الخميس، قال قاضٍ عسكري إنه لن يتم الإفراج عن الصحفي حتى استكمال التحقيقات، وفقاً لما أفاد به شقيق الصحفي. ولم تحدد السلطات لغاية الآن موعداً لمحاكمة الصحفي، ويتيح القانون اللبناني مواصلة احتجازه لمدة ستة أشهر دون توجيه أيه اتهامات، حسبما أفاد رمزي عيشة.

 

وتظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن لبنان أخذ يتأثر على نحو متزايد بالاضطرابات التي تجري في سوريا. وفي نيسان/أبريل وثّقت لجنة حماية الصحفيين مقتل مصور لبناني بينما كان يصور قرب الحدود السورية.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول لبنان، يرجى زيارة الصفحة المخصصة للبنان على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.