نيويورك، 1 آذار/مارس 2012 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه يجب على السلطات السودانية أن تكف عن جهودها لإسكات التغطية الإخبارية حول قيادة المعارضة. وكانت السلطات قد أغلقت ثلاث صحف في عام 2012 وصادرت الآلاف من نسخ الصحف، حسبما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.
قام جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني بمصادرة جميع نسخ عدد صحيفة ‘التيار’ اليومية المستقلة في 20 شباط/فبراير بعد أن نشرت الصحيفة مزاعم أصدرها حسن الترابي، زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض وأحد أبرز ناقدي الرئيس عمر البشير، بأن جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني وضع أجهزة تنصت في مكتبه، وفقاً لتقارير الأنباء. وبعد يومين من ذلك، أصدر جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني أمراً بتعليق صدور صحيفة ‘التيار’ إلى أجل غير مسمى بتهمة “تعريض الأمن الوطني للخطر” حسب تقارير الأنباء. وكثيراً ما كانت الصحيفة تنشر تحقيقات صحفية حول الفساد الحكومي، حسبما أفاد محررها، عثمان ميرغني، لوكالة ‘رويترز‘ للأنباء.
وفي 20 شباط/فبراير أيضاً، صادرت السلطات جميع نسخ صحيفة ‘اليوم التالي’ اليومية المستقلة لقيامها بنشر مزاعم الترابي، حسب تقارير الأنباء.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “تُظهر حكومة الرئيس البشير عبر قيامها بإغلاق وسائل الإعلام ومصادرة الصحف أنها تواصل جهودها في فرض الرقابة على التغطية الإخبارية الناقدة. يجب على الحكومة أن تسمح فوراً للصحف المغلقة بمواصلة علمها، ويجب عليها أن تكف عن ممارسة مصادرة جميع نسخ الصحف التي تنشر تقارير لا تروق لها”.
وتظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن صحيفة ‘التيار’ هي ثالث صحيفة يجري إغلاقها خلال الشهرين الماضيين. فقد عمدت السلطات إلى إغلاق صحيفة ‘رأي الشعب’، وهي صحيفة يومية مرتبطة بالحزب الذي يتزعمه الترابي، بعد أن اقتحمت مكاتبها وصادرت نسخها المطبوعة في بدايات شهر كانون الثاني/يناير، حسبما أفادت تقارير الأنباء. كما قام جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني باقتحام مكاتب صحيفة ‘ألوان’ اليومية الخاصة والتي نشرت عدة مقالات دعماً للترابي، وصادر الجهاز نسخ الصحيفة في أواسط كانون الثاني/يناير، حسب تقارير الأنباء.
وخلال عام 2011، قامت السلطات بمصادرة النسخ المطبوعة لعدد من الصحف وذلك 19 مرة على الأقل، حسبما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. وفي كل من تلك الحالات، انتظرت السلطات حتى تقوم الصحف بإتمام طباعة نسخها ومن ثم مصادرتها قبل توزيعها مما يتسبب بأكبر خسارة مالية ممكنة للصحف.