لجنة حماية الصحفيين تشجب مقتل ثلاثة صحفيين في حمص المحاصرة

هذا التنبيه الأخباري هو تحديث لبيان أصدرته لجنة حماية الصحفيين في وقت مبكر ويحتوي على تفاصيل جديدة حول الاعتداء الذي جرى في حمص، ومعلومات حول مقتل صحفي سوري في يوم الثلاثاء.

نيويورك، 22 شباط/فبراير 2012 – تشجب لجنة حماية الصحفيين قتل ثلاثة صحفيين لقوا مصرعهم اليوم وفي يوم الثلاثاء أثناء القصف العنيف المتواصل ضد مدينة حمص المحاصرة. لقيت الصحفية الدولية الشهيرة ماري كولفين مصرعها ولقي المصور الصحفي الفرنسي ريمي أوتليك مصرعه هذا الصباح عندما تعرض المركز الصحفي المرتجل الذي كانا يعملا فيه للقصف، في حين توفي مصور الفيديو المحلي رامي السيد بينما كان يغطي القصف في يوم الثلاثاء. كما أصيب ثلاثة صحفيين آخرين على الأقل بجراح.

 

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “لقد قدم زميلانا ماري كولفين وريمي أوتليك حياتهما لتقديم تغطية صحفية لأحداث بالغة الأهمية، وهي أحداث سعت الحكومة السورية لحجبها عن سائر العالم. إن قتل هذين الصحفيين اللذين كانا مراقبين محايدين في منطقة نزاع، يمثل تصعيدا غير مقبول للثمن الذي يجري إجبار الصحفيين المحليين والدوليين على تكبده”.

 

وقد قُتلت ماري كولفين، وهي صحفية أمريكية تعمل مع صحيفة ‘ذا صنداي تايمز’ التي تصدر من لندن، و ريمي أوتليك، وهو مصور صحفي فرنسي مستقل، عندما تعرض للقصف المبنى الذي استخدماه كمركز إعلامي مرتجل، حسبما أفادت تقارير الأخبار. وقال الصحفي جان-بيير بيري، وهو صحفي من صحيفة ‘ليبراسيون’ الفرنسية اليومية، لصحفية ‘ذا تيليغراف‘ البريطانية إن كولفين تلقت نصيحة قبل بضعة أيام بمغادرة حمص لأن القوات السورية قد تستهدف المركز الإعلامي المرتجل، والذي يتوفر فيه قدر محدود من التيار الكهربائي وخدمة الإنترنت. وأضاف بيري إنه غادر المدينة مع كولفين، ولكن كولفين عادت إليها لاحقاً. ولم تحدد المقابلة الجهة التي نصحتهما بمغادرة المدينة. وقد أثارت تقارير الأخبار تخمينات بأن القوات السورية ربما تمكنت من تحديد موقع المركز الإعلامي المرتجل عبر إشارات الإرسال الفضائي الذي يبثه الصحفيون.

 

كما أصيب في القصف الذى جرى اليوم ثلاثة صحفيين على الأقل ممن كانوا يعملون في المركز الإعلامي. وتفيد تقارير الأخبار بأن المصور الصحفي بوول كونروي من صحيفة ‘تايمز’، وإديث بوفيه مراسلة صحيفة ‘لي فيغارو’ يخعضان للعلاج من جراح إصيبا بها في الساقين. كما أصيب وليام دانيال، وهو مصور صحفي آخر من صحيفة ‘تايمز’ بجراح طفيفة، حسب تقارير الأنباء.

 

وقد توفي مصور الفيديو رامي السيد في مستشفى محلي في يوم الثلاثاء بعد أن إصيب بجراح في اليوم نفسه، حسب تقارير الأنباء. وقد ظهرت المقاطع المصورة التي التقطها في مواقع البث الإلكترونية واستخدمتها وكالات الأنباء العالمية. وقد بث رامي السيد مقاطع فيديو للأحداث في حي بابا عمرو عبر الموقع الإلكتروني ‘بامبوسر’ وقام بتحميل مئات المقاطع لقناة خاصة به على موقع يوتيوب. واستخدمت عدة مؤسسات إخبارية إقليمية ودولية الصور التي وفرها السيد، حسب تقارير الأنباء. وكان من أبناء عمومة مصور الفيديو باسل السيد الذي قتل في حي بابا عمرو في كانون الأول/ديسمبر.

 

وقد سعت الحكومة السورية إلى فرض حجب على التغطية الإخبارية المستقلة منذ انطلاقة الانتفاضة في البلاد منذ عام تقريباً، وذلك من خلال السيطرة على تقارير الأخبار المحلية وطرد عشرات الصحفيين الأجانب أو منعهم من دخول البلاد، حسبما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. ولكن مع اشتداد النزاع، فقد اشتدت المخاطر التي تواجهها الصحافة على نحو كبير خلال الأشهر الأخيرة – وذلك للصحفيين المواطنين المستقلين مثل رامي السيد وللصحفيين الدوليين الذين دخلوا سوريا عبر التهريب وسط ظروف شديدة الخطورة. وفي آخر مقال نشرته ماري كولفين في صحيفة ‘تايمز’ كتبت أنها تسللت إلى حمصر عبر الخطوط التي يستخدمها المهربون، مثل العديد من الصحفيين الأجانب الآخرين.

 

وقد توفي الصحفي آنتوني شديد مراسل صحيفة ‘نيويورك تايمز’ في يوم الخميس فيما يبدو أنه نوبة ربو أصابته بينما كان يغادر سوريا بعد قيامه بتغطية النزاع هناك. وقد قتل أربعة صحفيين محليين ودوليين آخرين في سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر.

 

كانت ماري كولفين، والتي تبلغ من العمر 55 عاماً، تعتبر أحد أبرز الصحفيين العالميين، وقد فقدت إحدى عينيها بينما كانت تغطي الحرب الأهلية في سريلانكا قبل عشرة أعوام، وذلك في واحدة من المهمات العديدة الخطيرة التي قامت بها من البلقان إلى الشيشان والتي غطتها صحفيا أثناء مسيرتها المهنية المتميزة. أما المصور الصحفي ريمي أوتليك فهو مصور مستقل، وقد غطى الأحداث أثناء الثورثتين التونسية والمصرية كما غطى الحرب التي جرت في ليبيا، وفقا للمعلومات الواردة في موقعه على الإنترنت. ولد أوتليك في عام 1983 حسبما يفيد موقعه الإلكتروني، ونشر عمله في صحف ‘لوموند’ و ‘في أس دي’ و ‘باريس ماتش’ و ‘تايم’ و ‘وول ستريت جورنال’.

Exit mobile version