نيويورك، 18 كانون الثاني/يناير 2012 – تشجب لجنة حماية الصحفيين استخدام السلطات السودانية المتكرر لإغلاق الصحف كوسيلة لفرض رقابة على التغطية الصحفية الناقدة. وخلال أكثر من أسبوعين، قامت السلطات بإغلاق صحيفتين يوميتين ومصادرة ممتلكاتهما.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “لقد ظلت السلطات السودانية تستخدم باستمرار إغلاق الصحف ومصادرتها لإسكات الأصوات الناقدة. يجب على الحكومة أن تكف فوراً عن هذه الممارسة القمعية وأن تعيد الممتلكات التي صادرتها”.
قام جهاز المخابرات والأمن الوطني السوداني في يوم الجمعة بإغلاق الصحيفة اليومية الخاصة “ألوان”، حسبما أفادت وكالة ‘رويترز’ للأنباء. وقال رئيس تحرير الصحيفة، حسين خوجلي، لوكالة ‘رويترز’ إن مسؤولا من جهاز المخابرات والأمن الوطني اتصل به هاتفيا وأخبره بقرار إغلاق الصحيفة ومصادرة ممتلكاتها. وأتى هذا القرار بعد يوم واحد من قيام الجهاز بمداهمة مكاتب الصحيفة ومصادرة نسخ عددها الصادر في 12 كانون الثاني/يناير، حسبما أفادت تقارير أنباء محلية. ولم تقدم السلطات أي تبرير لإغلاق الصحيفة، ولكن الصحيفة كانتذ قد نشرت عدة مقالات دعمت فيها حسن الترابي، رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يصدر صحيفة ‘رأي الشعب’، والتي تم إغلاقها قبل أسبوعين.
في 2 كانون الثاني/يناير، اتصل مسؤول من جهاز المخابرات والأمن الوطني برئيس تحرير صحيفة ‘رأي الشعب’ الطيب إبراهيم عيسى لإعلامه بقرار الجهاز إغلاق صحيفته ومصادرة ممتلكاتها، حسبما أفادت وسائل إعلام دولية. وطلب جهاز المخابرات من رئيس التحرير إبلاغ الموظفين بأخذ مقتنياتهم الشخصية، حسبما أوردت قناة ‘الجزيرة‘. وقد حدث هذا الأمر بعد يوم من قيام قوات الأمن بمداهمة مكتب صحيفة ‘رأي الشعب’ ومصادرة نسخ عددها الصادر في 1 كانون الثاني/يناير، حسبما أفادت قناة ‘الجزيرة’.
لم تقدم السلطات لصحيفة ‘رأي الشعب’ سببا لإغلاقها، ولكن رئيس جهاز المخابرات والأمن الوطني صرح للصحافة المحلية أن إغلاق الصحيفة تم بناء على “المخالفات” التي ارتكبتها الصحيفة والتي لا تنسجم مع أخلاقيات المهنة. ويعتبر حسن الترابي، الذي شغل في السابق منصب وزير العدل ووزير الخارجية، ناقدا بارزا للرئيس عمر حسن البشير. وقد أمضى عدة سنوات في السجن أو قيد الإقامة الجبرية. وقد ظلت صحيفة ‘رأي الشعب’ التي تصدر عن حزب الترابي هدفا متكررا للرقابة، حسبما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. فقد تم إغلاقها سابقا وتم احتجاز ثلاثة من صحفييها في أيار/مايو 2010. ثم عاودت الصحيفة الصدور لعدة أشهر فقط قبل عملية الإغلاق الأخيرة.
وفي عام 2011، نفذت السلطات ما لا يقل عن 19 عملية مصادرة ضد نسخ الصحف، حسبما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. وعلى الرغم من الانتهاكات المتواصلة التي تتعرض لها الصحف، إلا أن السودان يحتوي على صحف مستقلة تتسم بالحيوية.