نيويورك، 19 آذار/مارس 2011 –قامت قوات الأمن التابعة لحركة حماس بمداهمة مكاتب إعلامية، واعتدت على صحفيين وصادرت مواد صحفية اليوم في غزة، وذلك في يوم جديد من الاعتداءات على الصحافة في هذه المنطقة المضطربة. وفي اليمن، قامت السلطات بطرد مراسلَين صحفيين يعملان مع قناة ‘الجزيرة’، مواصلةً بذلك أسلوبها الذي أخذت تتبعه مؤخراً بطرد الصحفيين. وتعرب لجنة حماية الصحفيين عن شجبها لهذه الاعتداءات على الصحفيين وللجهود التي تقوم بها السلطات لحرمان العالم من مشاهدة وقراءة تطورات هذه الأحداث الدولية المهمة.
بعد تظاهرة شهدتها مدينة غزة، قام عناصر أمن تابعين لحركة حماس بمداهمة مكاتب وكالة ‘رويترز’ ومحطة ‘سي أن أن’ والقناة اليابانية الإخبارية ‘إن إتش كيه’، واعتدوا على صحفيين وصادروا أشرطة مصورة وحطموا معدات، وذلك وفقاً لما أوردته محطة ‘سي أن أن‘ ووسائل إعلام أخرى. وقام عناصر قوات الأمن بضرب موظفين يعملون لوكالة ‘رويترز’ مستخدمين قضبان حديدية، وهددوا موظفاً آخر بأنهم سيلقون به من النافذة، كما حطموا جهاز تلفزيون ولوحة مفاتيح من جهاز كمبيوتر، وذلك وفقاً لما أفاد به مدير مكتب الوكالة في إسرائيل والمناطق الفلسطينية، كريسبيان بالمر، لمحطة ‘سي أن أن’ ووكالة ‘أسوشيتد برس’. كما قام عناصر الأمن بتفتيش مكاتب محطة ‘سي أن أن’ بحثاً عن مقاطع مصورة للمظاهرة التي حدثت اليوم، وذلك وفقاً لما أوردته المحطة، وصادروا شريطا مصورا تابعاً لمحطة ‘إن إتش كيه’ وفقاً لما أفاد به مدير مكتب المحطة في القدس، ديسوك إيجيما.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن الاعتداء الذي جرى اليوم على مكاتب إعلامية وعلى صحفيين يعملون في غزة يمثل محاولة صارخة لفرض الرقابة على الأخبار. يجب على حركة حماس أن تفهم أن العنف ضد الإعلام الذي يمثل عيون الناس وآذانهم، سيؤدي فقط إلى تقويض شرعيتها – على الصعيدين المحلي والدولي على حد سواء”.
وبعد عملية المداهمة، نظم صحفيون اعتصاما لشجب معاملة الحكومة لوسائل الإعلام. وهذا الاعتداء على الإعلام هو الاعتداء الثاني الذي يحدث في غزة على يد قوات الأمن التابعة لحركة حماس خلال أقل من أسبوع. ففي يوم الثلاثاء، اعتدت قوات الأمن التابعة لحركة حماس على صحفيين بينما كانوا يغطون تظاهرات. وقد أصيب عدة صحفيين بجراح، وأوردت التقارير أن أحدهم تعرض للطعن بسكين.
وفي اليمن، قامت قوات الأمن في وقت مبكر من هذا الصباح بطرد مراسلي قناة ‘الجزيرة’ أحمد زيدان وعبد الحق صداح. وقد أوفدت القناة الصحفيين للمساعدة في التغطية الإخبارية للاضطرابات الاجتماعية التي تجتاح البلاد والاستجابة الحكومية العنيفة على تلك الأحداث. وكان الصحفيان يغطيان الأحداث في العاصمة صنعاء، إذ انتقل مراسلي القناة المحليين الدائمين لتغطية الأحداث من المحافظات الأخرى في اليمن.
وأوردت قناة ‘الجزيرة’ أن الحكومة لم تبلغ رئيس مكتب القناة في اليمن بشأن طرد الحصفيين، كما لم تقدم تبريراً لتصرفها. وتأتي عملية الطرد هذه على أثر التغطية الشاملة التي قدمتها القناة بشأن الأحداث التي جرت يوم الجمعة، وهو اليوم الأكثر دموية منذ انطلاق الانتفاضة التي بدأت منذ شهرين ضد حكم الرئيس علي عبدالله صالح الممتد منذ 33 عاماً. وقد أدى العنف إلى مقتل 44 مدنيا على الأقل في صنعاء وحدها، وكان بينهم جمال الشرعبي، وهو مصور صحفي يعمل مع الصحيفة الأسبوعية المستقلة ‘المصدر’. كما أصيب مصور محطة ‘بي بي سي’ برصاصة في كتفه أثناء الاعتداء نفسه، وذلك حسبما أوردت المحطة.
وفي وقت مبكر من هذا الأسبوع، طردت السلطات اليمنية ستة صحفيين دوليين آخرين سعياً منها لتقييد التغطية الإعلامية للثورة الشعبية واسعة النطاق والاستجابة الحكومية عليها. وقد أوردت قناة ‘الجزيرة’ أنها تلقت في الأسبوع الماضي تهديدات لمكتبها وموظفيها وأفراد عائلاتهم. كما تمت مصادرة بعض المعدات من صحفيين.