نيويورك، 4 شباط/فبراير 2011 – ظل الصحفيون في القاهرة يواجهون اعتداءات وعمليات اعتقال وتهديدات من جديد اليوم إذ واصل مؤيدو الرئيس حسين مبارك جهودهم في إعاقة التغطية الإخبارية للتظاهرات التي تطالب بإسقاط الرئيس المصري. وقالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه في حين خفت حدة الاعتداءات بعد أن وصلت ذروتها يوم الخميس، إلا أن الأعمال المناهضة للصحافة تظل على مستويات تدعو للقلق ويجب أن تتوقف. علاوة على ذلك، توفي صحفي جراء إصابته بالرصاص قبل أسبوع بينما كان يصور التظاهرات، وذلك حسبما أوردت صحيفة تملكها الحكومة.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن مما يثير الاستغراب أن تواصل الحكومة إرسال بلطجية وعناصر شرطة يرتدون ملابس مدنية للاعتداء على الصحفيين وتخريب مكاتب وسائل الإعلام. إن هذا الأمر مدعاة لسخط مضاعف بعد أن أعرب الرئيس ونائب الرئيس ورئيس الوزراء عن درجات مختلفة من الأسف أزاء الاعتداءات غير المسبوقة على الإعلام التي جرت يومي الأربعاء والخميس، وتعهدوا للشعب المصري في بيانات عامة وللصحافة عبر مقابلات صحفية أنه لن يُسمح بحدوث مثل هذه الاعتداءات مرة أخرى”.
توفي اليوم الصحفي أحمد محمد محمود، الذي كان يعمل مع صحيفة “التعاون” التي تنشرها مؤسسة الأهرام المملوكة من قبل الحكومة، وذلك جراء إصابته بالرصاص في 28 كانون الثاني/يناير، حسبما أفادت قناة الجزيرة وصحيفة الأهرام. وقد أصيب أحمد محمود بما دعته الصحيفة رصاص قناص بينما كان يصور المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في منطقة القصر العيني في وسط القاهرة، والمجاورة لميدان التحرير. هذه الوفاة هي الأولى بين الإعلاميين خلال هذه الانتفاضة الشعبية.
وخلال الساعات الـ 24 الماضية، وثقت لجنة حماية الصحفيين 10 اعتداءات أخرى ضد الصحافة، وثمانية عمليات احتجاز، إضافة إلى اعتدائين على مكاتب صحفية، والتسلل إلى موقع إخباري بارز. وبالمجمل، وثقت لجنة حماية الصحفيين 101 اعتداء مباشر على الصحفيين والمرافق الصحفية خلال هذا الأسبوع، وهي تحقق في حالات عديدة أخرى تم الإبلاغ عنها.
وفيما يلي قائمة بالاعتداءات الجديدة على الصحافة:
· تم اليوم إيقاف بيتر بيومونت، محرر الشؤون الخارجية في الصحفية البريطانية “أوبزيرفر”، وجاك شينكر مراسل صحيفة “غارديان”، بينما كانا يحاولان دخول ميدان التحرير، وذلك حسبما أوردت صحيفة غادريان. وقالت الصحفية إن قوات حكومية اعترضتهما وأجبرتهما على الانبطاح على وجهيهما، ثم حققت معهما. ونقلت صحيفة “غارديان” عن بيومونت قوله: “على الرغم من أن الميدان نفسه كان هادئا، إلا أن الأمور في محيطه كانت مختلفة تماماً. لقد تم أخذنا إلى نقطة تفتيش ثم تم اقتيادنا إلى وزارة الداخلية … وتم احتجازنا لمدة ساعتين … وتم تحذيرنا إننا لو اقتربنا من الميدان مرة أخرى، فلن تكون الأمور طيبة معنا”.
· أفادت قناة “الحرة” الممولة من الولايات المتحدة للجنة حماية الصحفيين عبر رسالة إلكترونية إنه تم استهداف مكاتبها في القاهرة يوم الخميس. وقالت القناة في بيان إن رجالا اقتحموا المكتب “وهددوا بقتل صحفيين كانا يبثان أخبارا على الهواء (أكرم خزام وطارق الشامي) إذا لم يغادرا المبنى”. وتم إغلاق المكتب فوراً.
· قالت إذاعة أوروبا الحرة الممولة من الولايات المتحدة أن اثنين من مراسليها، روبرت تايت و عبد الإله نعيمي، احتجزا في القاهرة. وقال مدير قسم الأخبار في هذه المحطة الإذاعية، جي تولسون، “نحن نطالب السلطات المصرية الإفراج عن عن المراسلين والمعدات التي بحوزتهما فوراً”.
· أفاد هيو نايلور، مراسل صحيفة “ذا ناشونال” اليومية التي تصدر من الإمارات العربية المتحدة للجنة حماية الصحفيين عبر رسالة إلكتنرونية أن المصور آندرو هينديرسون الذي يعمل مع الصحيفة تعرض لاعتداء يوم الخميس على يد جماعة من الشباب الذي حطموا معدات التصوير التي كانت بحوزته. وقال نايلور للجنة حماية الصحفيين “لولا قيام الجيش بتقديم بعض المساعدة، لكان قد مات تحت الضرب على يد الحشد الغاضب”. وكان نايلور نفسه قد تعرض للكم عدة مرات على رأسه “من قبل رجال غاضبين يرتدون ملابس مدنية كانوا يقفون بالقرب من وزارة الخارجية أمس” حسب ما افاد. وأضاف، “يعود الفضل لأحد مؤيدي مبارك الذي أنقذ حياتي. فقد تظاهر بأنه غاضب مني وأخذ جواز سفري، ثم اقتادني بعيدا عن الحشد، وأخيراً أعادني سالما إلى الفندق الذي أنزل فيه”.
· أوردت قناة الجزيرة في بث مباشر أنه تم التسلل إلى موقعها الإلكتروني العربي اليوم. ووفقاً لبيان صدر عن القناة، “خلال ساعتين في هذا الصباح (من الساعة 6:30 صباحا وحتى الساعة 8:30 صباحا بتوقيت الدوحة)، تم التحكم بمساحة إعلانية على الموقع واستبدالها بشعار ‘معاً لإسقاط النظام المصري’ والتي تتضمن رابطاً إلى صفحة تنتقد قناة الجزيرة”. وقال ناطق باسم الجزيرة أن مهندسي القناة “تحركوا بسرعة لحل المشكلة”، وذلك حسبما أوردت صحيفة “غارديان”.
· جرى اليوم اقتحام مكتب قناة الجزيرة في القاهرة من قبل مؤيدي مبارك، وذلك حسبما أوردت القناة في بث مباشر. وقد تم تخريب المكتب وإشعال النار في المعدات.
· نشر المدون المصري المعروف وائل عباس اليوم على موقع تويتر أن قوات الجيش احتجزته ثم أفرجت عنه. وقال إنه يتم “إيقافه عند كل نقطة تفتيش”.
· ونشر عبدالله موسى، المنتج في القسم الإنجليزي في قناة الجزيرة، على موقع تويتر اليوم أنه تعرض لاعتداء. وكتب، “تم إطلاقي من نقطة تفتيش. ثمة حشد غاضب وثلاثة مناجل موجهة نحو عنقي. الصحفيون الأجانب متهمون بأنهم يأججون الوضع”.
· اعتقل المراسل الصحفي الهولندي إيريك فيجيتن وأفرج عنه مرتين على الأقل خلال اليومين الماضيين. ويعمل فيجيتن مع الموقع الإلكتروني الإخباري الهولندي “إن أو إس”، وقد أصدر الموقع بيانا بعد الاعتقال الأول لفيجيتن أورد أنه تعرض للضرب والتهديد. وأضاف البيان، “أخيراً، وبعد 17 ساعة من الاحتجاز دون ماء ولا طعام، تم الإفراج عنه وإيداعه في فندق صغير قريب من المطار”. وقد غادر مصر اليوم ونشر على موقع تويتر رسالة قال فيها: “أنا في المطار، حتى أنه يوجد بطاقة سفر باسمي. لقد تم طردي، وأنا مغتاض لأنني فشلت في القيام بعملي”.
· أوردت محطة الإذاعة الأمريكية العامة “إن بي آر” أن مراسلتها لوريس غارسيا-نيفارو تعرضت لاعتداء يوم الأربعاء. وكانت نيفارو تعد تقريراً حول تأثير التظاهرات على الحياة اليومية للمصريين عندما جرت محاصرتها بمعية زميلها أشرف خليل من قبل عشرات الرجال، وقالت “تم سؤالنا ما إذا كنا جواسيس إسرائيليين أو موظفين لدى قناة الجزيرة الإخبارية، والتي كانت مستهدفة بصفة خاصة من قبل السلطات هنا. وبدأ الوضع يزداد سخونة ولم يسمحوا لنا بالمغادرة”. وقالت نيفارو إن زميلها أشرف خليل تلقى عدة لكمات على وجهه.
· تعرض آندرو بوتيرز من مجلة “تايم” لاعتداء في يوم الخميس، ونقلت إذاعة “إن بي آر” عنه قوله، “قام عدد من الشباب يحملون هروات بالقبض علي ثم اقتادوني إلى نقطة تفتيش مرتجلة”. وقال إنه كان من الواضح أن تصرفات المعتدين كانت منسقة من قبل عناصر في الشرطة وأجهزة الأمن.
· أوردت محطة “سي بي سي” التلفزيونية أن المصور في محطة راديو كندا، سيلفيان كاستونغوي، والمنتج جين-فرانكويس ليبين، تعرضا لضرب مبرح على يد مؤيدين للحكومة قرب مطار القاهرة في يوم الأربعاء، وذلك في أعقاب اعتداء تعرض له المترجم الذي يعمل معهما.
· وفقاً لتقارير إخبارية، احتجزت السلطات مجموعة من الصحفيين الصينيين لمدة قصيرة يوم الخميس بعد أن اكتشف مسؤولو الجمارك وجود سترات واقية من الرصاص وهواتف تعمل بالاتصال الفضائي وأجهزة اتصال لاسلكي في أمتعتهم. وقد تم الإفراج عنهم ولكن جرت مصادرة بعض معداتهم.