نيويورك، 5 شباط/فبراير 2011 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه بينما يواجه الصحفيون اعتداءات متواصلة وعمليات احتجاز في القاهرة، فهم يشعرون بقلق متزايد من أن قنوات البث الحكومية تخلق مناخاً يشجع على ارتكاب العنف ضد الإعلام. وتظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن المحطات التلفزيونية والإذاعية الحكومية، إلى جانب المحطات الخاصة المؤيدة لمبارك، توفر تغطية متكررة لمذيعين وضيوف يزعمون أن الأجانب، بمن فيهم الصحفيون الدوليون، يضمرون “أجندة خفية” مناهضة للحكومة. وقد أطلقت أوصاف مثل “كفار” على الصحفيين المحليين الذين يعملون مع وسائل الإعلام الدولية، في حين تم اتهام قناة الجزيرة بأنها “تحرض الناس”.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “في الوقت الذي تتعهد فيه حكومة مبارك علنا بدعم حقوق الصحفيين، فإن الإعلام الحكومي يلوم الصحافة على حدوث الاضطرابات. وفي مثل هذا المناخ، فإن هذا اللغو خطِر جدا إذ يمكن تفسيره كضوء أخضر للقوى العنيفة التي انخرطت بحملة منهجية لترهيب الصحفيين”.
وأفاد جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، للجنة حماية الصحفيين أنه قد حدثت “حالات عديدة من التحريض ضد الأجانب، بمن فيهم الصحفييون، من قبل الإعلام الحكومي”. وأضاف أن عشرات الصحفيين أعربوا له عن خشيتهم بشأن ما يبثه الإعلام الحكومي. وأوردت وكالة سكاي نيوز ما أعرب عنه ثيري ثوليه، رئيس قسم الأخبار في وكالة البث الفرنسية الحكومية، إذ قال: “لقد وصف التلفزيون الحكومي المصري الصحفيين الأجانب بأنهم مسؤولين عما يحدث”.
وأرسل مصريون ممن يراقبون ما يبثه الإعلام المصري داخل البلاد وخارجها للجنة حماية الصحفيين وصفاً لما يشاهدونه إضافة إلى اقتباسات مختارة:
وجه المذيعان سيد علي وهناء السميري من برنامجهما “48 ساعة” الذي تبثه قناة المحور المملوكة لرجل أعمال مؤيد لمبارك، اتهامات للإعلام الدولي (وخصوصاً قناتي الجزيرة والعربية) بأنه يضمر أجندة خفية وأنه يزيّف الحقائق من أجل إثارة المتظاهرين وتحريضهم ضد الدولة والرئيس، وذلك حسبما أفادت مصادر عديدة للجنة حماية الصحفيين. كما وجه المذيعان اتهامات شبيهة لقناة “بي بي سي” الناطقة بالعربية. وقد بث البرنامج نفسه مراراً صوراً لموقع قناة الجزيرة الذي تم اقتحامه من قبل قراصنة معلومات وأظهر إعلاناً بعنوان “معاً لإسقاط مصر”، وذلك فيما اعتبره المذيعان برهاناً على وجود مؤامرة ضد مصر.
وقال الصحفي أشرف صادق الذي يعمل في صحيفة الأهرام اليومية شبه الرسمية خلال مقابلة على القناة التلفزيونية المصرية الأولى وعلى القناة الفضائية المصرية، وكلا القناتان تابعتان للحكومة، إن “الجزيرة تحرض المواطنين”. وأضاف أن ثمة “ثمانية أفراد على الأقل لا يشبهون المصريين يرتدون أزياء عسكرية ويحرضون الناس” وذلك وفقاً “لمؤامرة يحيكها الغرب والولايات المتحدة”.
وفي يوم الأثنين، تحدث الصحفي عمرو كمال الذي يعمل مع صحيفة “الأخبار” اليومية شبه الحكومية، للبرنامج الصباحي “صباح الخير مصر” الذي تبثه القناة الأولى والقناة الفضائية الرسمية، وقال إن أي شخص يتعاون مع المحطات المصرية المستقلة أو مع المحطات الفضائية الأجنبية “هو خائن وكافر”. وأفاد عدد كبير من الصحفيين في القاهرة للجنة حماية الصحفيين أن الحشود التي هاجمتهم كانت تردد هذه المزاعم وأخرى شبيهة أثناء الاعتداءات.
وخلال الساعات الـ 24 الماضية، وثّقت لجنة حماية الصحفيين اعتدائين استهدافا الصحافة، و 10 حالات احتجاز لصحفيين، واعتداء واحد على مكتب إعلامي، وحالتي مصادرة معدات ومواد. وبالمجمل، وثقت لجنة حماية الصحفيين ما لا يقل عن 114 اعتداء مباشر ضد الصحفيين والمرافق الصحفية خلال هذا الأسبوع، كما تحقق اللجنة بتقارير أخرى عديدة حول اعتداءات على الصحافة.
وفيما يلي قائمة بالاعتداءات الجديدة على الصحافة:
· نشرت قناة الجزيرة على موقع تويتر اليوم أن السلطات المصرية أفرجت عن مدير مكتبها في القاهرة، عبد الفتاح فايد، وصحفي آخر هو محمد فاوي. ويعمل محمد فاوي مع قسم الأخبار الاقتصادية في الدوحة وقد اعتقل بينما كان في إجازة في مصر. ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من التحقق فيما إذا كان الصحفي أحمد يوسف الذي اعتقل مع عبد الفتاح فياض، حسبما أوردت التقارير، ما يزال محتجزا أم أفرج عنه.
· أوردت قناة العربية اليوم أن مجموعة من الرجال اقتحمت مكتب صحيفة “البديل” الإلكترونية في القاهرة.
· وفي 28 كانون الثاني/يناير، اعتدت الشرطة على المصورة دانا سمايلي التي تعمل مع وكالة “بولاريس أميجيز”. وأفاد سمايلي للجنة حماية الصحفيين عبر رسالة إلكترونية أن “عربة للشرطة يرتقي برجها شرطي مسلح استدارت وتوجهت نحونا”. وأضاف، “سحبت من قميصي طلقة معدنية من بندقية رش، وقد أصبت بأكثر من عشرة جروح في رأسي وظهري جراء هذه الطلقات الصغيرة”.
· وفي يوم الأحد، قام جنود مصريون بضرب الصحفي جيمس هيدر، وهو مراسل الشرق الأوسط لصحيفة “ذا تايمز” البريطانية، وذلك بعد أن تم إيقافه على نقطة تفتيش، حسبما أفادت شقيقته كلير هيدر للجنة حماية الصحفيين عبر رسالة إلكترونية.
· وفي 4 شباط/فبراير، احتجزت قوات الجيش المصور ومنتج الأفلام الوثائقية ميكا غارين في حي الزمالك في القاهرة. وقال غارين للجنة حماية الصحفيين عبر رسالة إلكترونية، “بدأوا بتفتيش أغراضنا، وأصبحوا غاضبين جدا عندما أخبرتهم أنني صحفي، ثم شاهدوا الصور التي التقطتها (والتي تظهر أشخاصا في ميدان التحرير) وقالوا إن الصورة مخالفة للقانون. ثم اقتادوني بمعية شخصين مصريين كانا برفقتي إلى قائد المجموعة على الطرف الآخر من الجسر. وعندما أخبرت القائد إنني أمريكي، حدّق بي ببرود وقال ‘عليك أن تصحو’، ثم أخذ بطاقة الذاكرة من الكاميرا التي بحوزتي (وكنت حينها قد مسحت الصور) وقال لي أنه من غير المسموح التقاط صور للمتظاهرين، ثم أطلق سراحنا. استغرقت الحادثة حوالي 30 دقيقة، وقد اضطررنا للمشي لمدة نصف ساعة في الظلام نحو الفندق إذ لم تكن هناك أية سيارات تاكسي، ولم نواجه سوى المزيد من نقاط التفتيش”.
· تعرض الصحفي وسام شرف، وهو فرنسي من أصل لبناني يعمل مع شبكة التلفزيون الفرنسية-الأيمانية “آرت”، للاحتجاز لفترة وجيزة يوم الخميس، وذلك وفقا لتقارير إخبارية. وقد تمت مصادرة جواز سفره وهاتفه الخلوي وأشرطة مصورة.
· ونشر قسم الشباب في صحيفة “السفير” رسالة على موقع تويتر قال فيها أن مراسلة الصحيفة كارول كرباج قد احتجزت اليوم.
· ونشر هيميش مكدونالد، مراسل الشؤون الخارجية ومقدم برامج في محطة “تين” الأسترالية، رسالة على موقع تويتر بأنه اعتقل لفترة وجيزة يوم الجمعة ثم أفرج عنه.
· أفرج اليوم عن الصحفي أسامة عبد العزيز الذي يعمل مع قناة الجزيرة التي تتخذ من قطر مقرا لها، وذلك حسبما أوردت القناة. وكان عبد العزيز قد اعتقل في 31 كانون الثاني/يناير في مطار القاهرة، وفقا لتقارير إخبارية.
· نشرت ليندزي هيلسوم، المحررة الدولية للقناة الرابعة، على موقع تويتر أنها رأت صحفيين يتم احتجازهم اليوم. وكتبت، “ثمة نقاط تفتيش على الطريق بين الإسكندرية والقاهرة تقبض على الصحفيين – لقد وصلنا هنا منذ ساعة تقريباً”.
· أفاد مزهر عباس، مدير قسم الأخبار في القناة الباكستانية التلفزيونية الخاصة “إيه آر واي نيوز”، للجنة حماية الصحفيين عبر رسالة إلكترونية أن فريقا تابعا للقناة في القاهرة واجه عوائق عديدة في عمله منذ وصوله يوم الخميس. وأضاف أن مسؤولين صادروا المعدات وتمت ملاحقة الصحفيين وتهديدهم.
· نشر الصحفي المستقل ثيودور ماي على موقع تويتر أنه تم “الإفراج عني ولكن بعد ما يقارب ساعة. تم احتجازي على يد الجيش بسبب قيامي بالتصوير في ميدان التحرير” وأن ضباطا أجبروه على مسح المواد التي صورها.