نيويورك، 8 تموز/يوليو 2010 — يواجه الصحفي العراقي المستقل شوان أحمد اتهامات جنائية بالقذف والتشهير على خلفية سلسلة من المقالات كتبها وزعم بها وجود فساد في السليمانية، شمال شرق العراق. وقال شوان أحمد للجنة حماية الصحفيين إنه تلقى تهديدات من أحد أطراف القضية.
وقال أحمد إن قضية قد رفعت ضده وإنه تلقى تهديدات بعد أن نشر سلسة من المقالات في حزيران/يونيو حول مزاعم بالفساد ضمن دار سردم للطباعة والنشر التي تتخذ من السليمانية مقراً لها، وهي دار تنشر للكتاب الأكراد بصفة رئيسية، وفقاً لأبحاث لجنة حماية الصحفيين وتقارير محلية. نشر شوان مقالاته في الصحيفة الكردية الأسبوعية “أوينة”، وزعم فيها أن أحد الكتاب المسؤولين في دار نشر سردم، رؤوف بيكرد، قد أساء استغلال قطعة أرض تبرعت بها الحكومة. وقد رد بيكرد على مزاعم شوان أحمد عبر مقال نشره على الموقع الإلكتروني لصحيفة “أوينة”، ورفع قضية تشهير جنائية ضد الصحفي في حزيران/يونيو.
وقال أحمد ، أنه مساء يوم الأثنين استلم اتصال من آري رؤوف، وهو نجل رؤوف بيكرد وضابط سابق في الشرطة، وقال له: “والدي يرد عليك بالقلم و أنا سأرد عليك بالرصاص”. وقال أحمد إنه في وقت أبكر من اليوم نفسه اتصل به آري رؤوف وقال أن يحدد أحمد مكانه و أنه سيأتي للتخلص منه. وقال رحمن غريب للجنة حماية الصحفيين، وهو يعمل في منظمة محلية للدفاع عن حرية الصحافة تدعى مركز ميترو، إنه رافق شوان أحمد إلى محكمة السليمانية في يوم الثلاثاء لرفع قضية ضد آري رؤوف بسبب تهديداته.
وقال آري رؤوف للجنة حماية الصحفيين عبر الهاتف إنه لم يوجه تهديدات لأحمد، وإنه رفع هو بدوره قضية ضد أحمد بتهمة التشهير في محكمة السليمانية، إضافة إلى القضية التي رفعها والده.
وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، “إن القضيتين الجنائيتين بتهمة التشهير المرفوعتين ضد شوان أحمد تمثلان مضايقة قانونية. ومن غير شك، يحقل رؤوف بيكرد أن يدافع عن سمعته، ولكن هذه المسألة يجب أن تكون مسألة مدنية وليست جنائية”.
أما بالنسبة للتهديدات، فقد أكد شرطة السليمانية، نجم الدين قادر، وفقا لتقارير محلية، إن “قوات الشرطة سوف تبذل جهوداً كبيرة بالتحقيق في القضية”.
ووفقاً لتقرير صدر في يوم الأحد عن نقابة صحفيي كردستان، فقد حدث تصاعد في الانتهاكات، بما فيها التهديد بالقتل ضد الصحفيين المحليين. وسجلت النقابة 87 انتهاكاً خلال النصف الأول من هذا العام، مقارنة بخمسين انتهاكاً خلال الفترة نفسها من العام 2009.
وفي أيار/مايو، تم العثور على جثة الصحفي المستقل زرادشت عثمان الذي يبلغ من العمر 23 عاماً وقد قُتل بالرصاص في الموصل بعد اختطافه من أربيل في كردستان العراق. وقبل مقتله، تلقى عدة تهديدات عبر اتصالات هاتفية طلب فيها المتصلون أن يتوقف عن الكتابة عن حكومة إقليم كردستان والمسؤولين فيها. وكان قد كتب عثمان في مقالاته الأخيرة حول مسؤول كبير زعم أنه منهمك بالفساد.
وقال جويل سايمون، “قبل وقت ليس ببعيد، كانت كردستان العراق مثالاً لحرية التعبير، ولكنها لم تعد كذلك. وفي سياق الاعتداءات العنيفة على الصحافة، يجب أخذ هذه التهديدات المزعومة ضد شوان أحمد على محمل الجد. وما يُشجعنا هو إلتزام بالقيام بالتحقيق في هذه الحادثة. ويجب على الشرطة أن تتصرف فيما إذا قام آري رؤوف بأي خطوات لتنفيذ تهديداته المزعومة”.