لجنة حماية الصحفيين قلقة إزاء حملة التضييق التي تقودها البحرين ضد مواقع الإنترنت


7-أبريل/نيسان-2009

صاحب الجلالة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة

ملك البحرين

عناية سفارة مملكة البحرين

3502 International Drive, NW

Washington, D.C. 20008

 

عبر الفاكس: 2192362202

 

صاحب الجلالة،

تكتب لجنة حماية الصحفيين لجلالتكم احتجاجا على تدهور حرية الصحافة مؤخرا في البحرين وعلى الحملة الجارية التي تشنها حكومتكم ضد المواقع الإلكترونية والمدونات الناقدة أو المعارِضة. وقد نجم عن حملة التضييق ضد هذه المواقع حجب العشرات منها داخل المملكة، وفقا لما أفادته منظمات محلية ودولية معنية برصد حقوق الانسان وحرية الصحافة.

 

وتعرب لجنة حماية الصحفيين عن قلقها إزاء الحملة التي تستهدف المواقع الإلكترونية المستقلة أو الناقدة التي تتناول القضايا الاجتماعية والسياسية وقضايا حقوق الإنسان، ولا سيما على خلفية تصاعد حملة التضييق على الناشطين ورموز المعارضة والمدافعين عن حقوق الإنسان من الشيعة. وفي كانون الثاني/ يناير، نشرت وسائل الإعلام المحلية القرار الوزاري رقم 1 / 2009 الصادر عن وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الموجه لشركات الاتصالات والقاضي بحجب مواقع إلكترونية معينة دون سابق إنذار ودون إبداء أسباب محددة. وعلى إثر ذلك حُجبت عشرات المدونات والمنتديات والمواقع الإلكترونية التابعة لجماعات حقوق إنسان محلية وإقليمية.

 

وقد وصفت السلطات حملتها بأنها حملة ضد المواقع الإلكترونية الإباحية وغير اللائقة اجتماعيا، إلا إن ما قامت به لجنة حماية الصحفيين من بحث وتقصي يُظهر بأن مواقع العشرات من جماعات حقوق الإنسان والمدونيين المعارضين والمستقلين والمنظمات السياسية قد حُجبت في البحرين. وتنص المادة 2 من القرار بأنه “على شركات الاتصالات ومزودي خدمات الإنترنت حجب المواقع الإلكترونية الإباحية والمخلة بالآداب العامة،” ولكن المادة 1 تُلزم هذه الشركات بحجب المواقع الإلكترونية التي يصدر بشأن حجبها قرار من الوزير حتى لو لم تكن ذات طبيعة إباحية.

 

ويقول المدافعون عن حرية التعبير أن المدونات ومواقع الإنترنت التي تعتبرها الحكومة مصدرا للإزعاج والمضايقة كانت تحجت حتى قبل صدور هذا القرار. إلا إن لجنة حماية الصحفيين قد علمت من عدة مصادر بأن عدد المواقع المحجوبة قد شهد زيادة مطردة في الآونة الأخيرة. كما علمت من مصادر عديدة من داخل البحرين بأن وزارة الثقافة والإعلام تستخدم تكنولوجيا متطورة قادرة على فلترة كلمات معينة وحجب المواقع. وتظهر عوضا عن المواقع المحجوبة شاشة تقول: “هذا الموقع مغلق لمخالفته الأنظمة والقوانين في مملكة البحرين”.

 

وفي 11 شباط/ فبراير، قالت وزارة الثقافة والإعلام لوكالة رويترز بأن بعض الموقع الإلكترونية قد حُجبت بسبب مشاكل فنية وإن هذا المشاكل سوف تُحل. ولكن لجنة حماية الصحفيين قد علمت من مصادر محلية بأن الدخول إلى العديد من المواقع التي حُجبت قبل 11 شباط/ فبراير لا يزال متعذرا حتى الآن.

 

فعلى سبيل المثال، ما زالت خدمة جوجل للترجمة محجوبة منذ ثلاثة أشهر حسبما صرحت مصادر للجنة حماية الصحفيين. أما عبد الجليل السنكيس الذي يدون على موقع alsingace.katib.org فقد أخبر لجنة حماية الصحفيين بأن مدونته حُجبت يوم 10 شباط/ فبراير بعد أن نشر عريضة لمجموعة دولية من المثقفين. وكان من جملة ما طالبت به العريضة رفع الحظر على سفر السنكيس. وقد رَحّل السنكيس كتاباته إلى موقع alsingace.blogspot.com ولكن لا يزال الدخول إلى كلتا المدونتين من داخل البحرين متعذرا حسبما صرح للجنة حماية الصحفيين. كما لا تزال مدونة محمود اليوسف المسماة، Mahmood’s Den، والتي تتناول في جملة مواضيعها القضايا السياسية والاجتماعية محجوبة منذ سنوات في داخل المملكة.

 

وقالت معظم المصادر للجنة حماية الصحفيين بإن المنتديات التي تناقش المسائل الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية التي تعتبرها الحكومة حساسة هي الأكثر استهدافا على شبكة الانترنت. فقد تم حجب المنتدى السياسي “ملتقى البحرين” والمنتدى الثقافي “منتديات البحرين” والمنتدى الثقافي السياسي “الصرح الوطني”. وعلاوة على ذلك، ما زالت المواقع الإلكترونية التابعة لمركز البحرين لحقوق الانسان والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان محجوبة في داخل المملكة منذ أمد بعيد. كما يتعذر الدخول لعشرات المواقع التي تقدم خدمات الخادم البديل (proxy).

 

وترى لجنة حماية الصحفيين بإنه لا يجب حجب المدونات والمواقع الإلكترونية تعسفيا. ففي الحالات النادرة التي يكون فيها ما يبرر حجب إحدى المواقع، يتعين على السلطات أن توضح الأسباب. وبغياب آلية كهذه، كما هو الحال الآن في البحرين، فإن السلطات تسترسل في فرض الرقابة تعسيفا على الأصوات الناقدة إذ تقوم ببساطة بحظر الوصول إليها تحت غطاء حماية الآداب العامة أو الوحدة الوطنية. ويُظهر البحث الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين بأن ذنب الكثير من المواقع المحجوبة داخل المملكة ما هو إلا تصديها لشواغل اجتماعية أو سياسية أو ذات صلة بحقوق الإنسان من منظور نقدي. ولا يجب أن يكون هذا وحده سببا في فرض الرقابة أو الحجب.

 

وتتناقض هذه الأفعال المتصلة بالرقابة مع عدة أحكام في الدستور البحريني الذي يكفل الحق في حرية التعبير. كما إنها تشكل انتهاكا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه البحرين في عام 2006 والذي يضمن حرية الفرد في “التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها”.

 

كما تودُّ لجنة حماية الصحفيين أن تلفت انتباهكم إلى دعوتين قضائيتين رفعتهما وكالات حكومية مؤخرا بحق صحفيتين مستقلتين.

مريم الشروقي، صحفية تعمل في صحيفة “الوسط” اليومية المستقلة، تمثل حاليا أمام المحكمة لكتابتها مقالا بعنوان “إعلانات حكومية زائفة” بتاريخ 27 آب/ أغسطس 2008. ويخوض المقال في قيام ديوان الخدمة المدنية بالتمييز في التوظيف فيما يُزعم أنه على أساس الانتماء الديني. وقالت الشروقي للجنة حماية الصحفيين بإن مقالتها استندت إلى مقابلات مع مصادر متعددة. ومع ذلك، وفي كانون الأول/ ديسمبر 2008، رفع ديوان الخدمة المدنية دعوى جنائية ضد الشروقي بتهمة “إهانة” الديوان. وفي مستهل الأمر واجهت الشروقي تهمتين إضافيتين هما “تلفيق الأكاذيب” و”التشهير” بديوان الخدمة المدنية، إلا إن هاتين التهمتين أُسقطتا استنادا لما قالته الشروقي للجنة حماية الصحفيين.

 

وتقول الشروقي بإن بعض المسؤولين المقربين من ديوان الخدمة المدنية قد أشاروا عليها بالاعتذار وكشف هوية مصادرها كي تتجنب اتخاذ إجراءات قانونية بحقها، ولكنها رفضت. ومثلت الشروقي أمام المحكمة أربع مرات حتى الآن، وقالت للجنة حماية الصحفيين إن الجلسة المقبلة للمحكمة ستعقد في 8 نيسا%