اختفاء صحفييَن من قناة ‘سكاي نيوز عربية’ في سوريا

نيويورك، 17 أكتوبر/تشرين الأول 2013 – كررت لجنة حماية الصحفيين اليوم تأكيدها على أن الصحفيين في سوريا يواجهون أخطار لا سابق لها في سوريا، وذلك بعد أن أوردت قناة ‘سكاي نيوز عربية’ في هذا الأسبوع عن فقدان الاتصال بطاقم صحفي تابع لها بالقرب من حلب.

أفادت قناة ‘سكاي نيوز عربية’ في يوم الأربعاء أنها لم تسمع من أفراد طاقهما المكون من ثلاث أشخاص منذ صباح يوم الثلاثاء. ويتألف الطاقم من المراسل الصحفي الموريتاني إسحاق مختار، والمصور اللبناني سمير كساب، وسائق سوري لم يُعلن عن اسمه بناءً على طلب أسرته. وكانوا يقومون بتغطية صحفية بشأن الوضع الإنساني في حلب، حسبما قالت القناة.

وناشدت القناة الجمهور تزويدها بمعلومات حول مصير أفراد الطاقم والمساعدة على ضمان عودتهم إلى بيوتهم آمنين. وقال نارت بوران، مدير قسم الأخبار في قناة ‘سكاي نيوز عربية’، إن الصحفييَن كانا يقومان بواجبهما في توثيق الخسائر الإنسانية للنزاع السوري ودون تحيز لأي طرف.

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يجب علينا ألا نهوِّن من مقدار المخاطرة الناشئة عن تغطية الأخبار من سوريا حالياً. نحن نناشد جميع الأطراف أن تعمل على ضمان العودة الآمنة لطاقم قناة ‘سكاي نيوز عربية’ ولجميع الصحفيين المفقودين والمحتجزين في سوريا”.

ويأتي الإبلاغ عن صحفيي قناة ‘سكاي نيوز عربية’ مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاختطاف الصحفي الأمريكي المستقل جيمس فولي. وقال الموقع الإخباري ‘غلوبال بوست’ في يوم الأربعاء، وهو الموقع الذي كان الصحفي المختطق يغطي له الأخبار من سوريا، إن أسرة الصحفي المختطف جددت مناشدتها لإرسال أي معلومات حول مكان وجوده.

وقال جون فولي، والد الصحفي المختطف، “نحن لا نعلم من هي الجهة التي اختطفت جيمس. لكننا نتوسل لآسريه أن يعرفوا بأن ولدنا هو صحفي محايد وبريء ولم يُلحق أي أذى بأي شخص، ونرجوا منهم أن يفرجوا عنه”.

وقال موقع ‘غلوبال بوست’ إنه أجرى “تحقيقاً دولياً شاملاً خلال العام الماضي لتحديد الجهة التي اختطفت فولي وتحديد مكان احتجازه”. وفي مايو/أيار، أعرب الموقع وأسرة الصحفي عن اعتقادهم بأنه محتجز في سجن سوري. وقد أنكرت الحكومة السورية، بما في ذلك الرئيس بشار الأسد، في عدة مناسبات بأنها تحتجز فولي، حسبما أورد موقع ‘غلوبال بوست’ في يوم الأربعاء. وأضاف الموقع بأن التحقيقات بشأن الشائعات التي تشير إلى أنه محتجز لدى مجموعة معينة من مجموعات الثوار في سوريا لم تخرج “بأي دليل قاطع”.

وقد أوردت لجنة حماية الصحفيين عن 18 صحفيا وعاملا إعلاميا ما زالوا في عداد المفقودين حالياً، بمن فيهم طاقم قناة ‘سكاي نيوز عربية’ وجيمس فولي.

عاد الصحفي أرمين فيرتز إلى بيته آمناً في 5 تشرين الأول/أكتوبر بعد أن أمضى خمسة أشهر محتجزاً لدى الحكومة السورية، حسبما أفادت تقارير صحفية ألمانية. يعمل فيرتز في أندونيسا ويكتب لصحف ألمانية وآسيوية بما فيها صحيفة ‘دير تاغيسبيل’ التي تصدر في برلين، وقد أرسل رسالة نصية هاتفية إلى أحد زملائه في 5 مايو/أيار قال فيها إن الشرطة اعتقلته في حلب.

وكتب فيرتز مقالاً في صحيفة ‘فرانكفورتر روندشو’ أورد فيه تفاصيل سجنه التي وصفها “بالهبوط إلى الجحيم”. وقال إن السلطات السورية وضعته لفترة وجيزة قيد الإقامة الجبرية في الفندق الذي يقيم فيه في حلب، ثم نقلته إلى مركز شرطة، وقال إنه تلقى معاملة جيدة هناك. وأفاد أن التهمة التي وُجهت إليه هي دخول سوريا دون تأشيرة سارية، ولكن المسؤولين قالوا له إنه سيفرج عنه قريباً.

وبعض مضي بضعة أيام تم نقله إلى سجن حيث أمضى معظم وقته في زنزانة انفرادية مظلمة وحرارتها مرتفعة. وقال إنه لم يتعرض للضرب، ولكنه رأى سجناء آخرين تعرضوا للتعذيب. وعندما أثار موضوع القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان للاحتجاج على ظروف السجن، قيل له إن “الأمم المتحدة لا وجود لها هنا”.

وفي سبتمبر/أيلول، تم نقله إلى سجن تابع لسلطات الهجرة في دمشق، حيث احتجز لمدة 10 أيام قبل أن تفرج عنه في نهاية المطاف دون تقديم أية إيضاحات. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية في برلين، “لقد تم حل القضية”، ولكنه لم يقدم أية معلومات إضافية حول أي تدخل حكومي في تأمين الإفراج عن فيرتز، وفقاً لتقارير الأنباء.

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول سوريا، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لسوريا على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.