مداهمة قناة الجزيرة والاعتداء على صحفيين في مصر

نيويورك، 16 آب/أغسطس 2013 – قامت قوات الأمن المصرية بمداهمة مكاتب قناة ‘الجزيرة’ العربية في القاهرة وإغلاقها بعد المصادمات العنيفة التي اجتاحت البلاد، وفقاً لتقارير الأنباء. كما أبلغ عدة صحفيين دوليين ومحليين عن تعرضهم لاعتداءات على يد قوات الأمن والمتظاهرين.

قامت قوات الأمن المصرية في وقت متأخر من مساء أمس بمداهمة مكاتب قناة ‘الجزيرة’ العربية في القاهرة وإغلاقها، حسبما أفادت القناة. وأمرت قوات الأمن الموظفين الموجودين بمغادرة المبنى وطوقت المكان لمنع الموظفين من العودة إلى مكاتبهم.

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إذا كانت السلطات المصرية تسعى بالفعل لإرساء الديمقراطية، فعليها أن تتعلم تقبّل جميع وجهات النظر. نحن نطالب الحكومة بإعادة فتح مكاتب قناة ‘الجزيرة’ والسماح لجميع وسائل الإعلام بالعمل بحرية”.

وكانت قناة ‘الجزيرة مباشر’، وهي قناة مصرية مرتبطة بشبكة الجزيرة، إضافة إلى عدة محطات تلفزيونية مؤيدة للرئيس السابق محمد مرسي، قد تعرضت سابقا للمداهمة في 3 يوليو/تموز بعد لحظات من إعلان الجيش المصري عن عزل مرسي. وأفادت قناة ‘الجزيرة’ أن الكاميرات والمعدات التي تمت مصادرتها في عملية المداهمة السابقة لم تتم إعادتها لغاية الآن. وواجهت قناة الجزيرة والمحطات المرتبطة بها انتقادات شديدة من العديد من المصريين الذين اتهموا الشبكة بالتحيز لصالح مرسي.

وأوردت صحيفة ‘الأهرام’ التي تديرها الدولة في عددها الصادر يوم الخميس أن السلطات ستعقد اجتماعاً في الأسبوع المقبل لمناقشة سحب ترخيص ‘الجزيرة مباشر’ في مصر.

وثمة عدد من موظفي قناة ‘الجزيرة’ قيد الاحتجاز أو يواجهون ملاحقات قضائية. فالمصور الصحفي محمد بدر محتجز منذ 15 يوليو/تموز على خلفية اتهامه بحيازة سلاح. وأنكرت قناة ‘الجزيرة’ صحة الاتهامات الموجهة لبدر. كما لم تعلن السلطات عن مكان وجود المراسل الصحفي عبدالله الشامي المحتجز منذ يوم الأربعاء. وكذلك وجهت السلطات لمدير مكتب شبكة ‘الجزيرة’ عبد الفتاح فايد ومهندس البث أحمد حسن تهمة تهديد الأمن القومي عبر تغطيتهما الإخبارية، ويخضعان حالياً لتحقيق جنائي.

وواجه عدة صحفيين دوليين ومحليين مضايقات خلال تغطيتهم للمصادمات الجارية في جميع أنحاء مصر في أعقاب المداهمات الدموية ضد الاعتصامات المؤيدة لمرسي التي جرت في يوم الأربعاء.

وقال شريف منصور من لجنة حماية الصحفيين، “لقد أضحى الصحفيون تحت خطر أكبر مما كان عليه الحال أثناء حكم حسني مبارك، سواءً من الناحية القانونية أم من ناحية الاعتداءات البدنية”.

وصادرت الشرطة معدات كانت بحوزة الصحفي توم رولينز الذي يعمل في صحيفة ‘أيجبت إنديبندنت’ بينما كان يقوم بعمله قرب ميدان رمسيس، حسبما أفاد الصحفي للجنة حماية الصحفيين. كما قام شباب مجهولون بسرقة معدات صحفية كانت بحوزة الصحفيين المستقلين كليف تشيني و جاريد مالسين، حسبما أفاد الصحفيان عبر موقع تويتر اليوم. ولم يُصب الصحفيان بأي أذى.

وقالت شبكة ‘الحياة’ التلفزيونية المستقلة عبر موقع تويتر إن طاقمها تعرض لاعتداء على يد أشخاص يبدو أنهم من مؤيدي مرسي، كما تم سلب المعدات التي كانت بحوزتهم بينما كانوا يغطون التظاهرات قرب مدينة نصر اليوم. وأوردت صحيفة ‘الفجر’ المستقلة أن أحد مراسليها، فتح الله رضوان، تعرض لاعتداء في أسوان في يوم الخميس. وقالت صحيفة ثالثة، وهي صحيفة ‘اليوم السابع’ إن مراسلها حسام خيرالله تعرض للضرب واحتُجز لمدة ساعة على يد من وصفتهم بأنهم من مؤيدي مرسي، وذلك بينما كان يغطي تظاهرة مؤيدة لمرسي في الإسكندرية في يوم الخميس. وقال حسام خيرالله إن المعتدين قاموا بمسح الصور التي التقطها بواسطه هاتفه الخلوي.

تعرض طاقم إخباري يعمل مع وكالة البث الألمانية العامة ‘أيه آر دي’ لاعتداء على يد مدنيين في منطقة ‘الألف مسكن’ في القاهرة في يوم الخميس، وذلك بينما كان أفراد الطاقم يسجلون مقابلات مع الناس حول وضع المسيحيين المصريين، حسب تقارير الأنباء.

ووصل وضع حرية الصحافة في مصر إلى الحضيض خلال هذا الأسبوع، إذ قُتل ثلاثة صحفيين على الأقل، واحتُجز عدة صحفيين، كما أصيب عدد كبير من الصحفيين بجراح بينما كانوا يغطّون الأحداث الدموية التي جرت هذا الأسبوع. وثمة خمس وسائل إعلام على الأقل ممن تم إغلاقها في بدايات يوليو/تموز ما زالت مغلقة حتى الآن.

وأصدرت لجنة حماية الصحفيين تقريراً خاصاً في يوم الأربعاء بعنوان “على خط الانقسام: حرية الصحافة مهددة في مصر”. ويُفصّل التقرير كيف أن حكومة مرسي والحكومة الحالية خيبتا الآمال الكبيرة بشأن حرية الصحافة في أعقاب ثورة عام 2011 التي أطاحت بحسني مبارك.

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول مصر، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لمصر على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.