جنود إسرائيليون يعيقون الصحفيين أثناء عملية إخلاء

نيويورك، 15 كانون الثاني/يناير 2013 – قام جنود إسرائيليون في يوم الأحد بمنع صحفيين من تغطية إخلاء موقع مخيم أقامه فلسطينيون في الضفة الغربية، حسبما أفادت تقارير الأنباء ومنظمات محلية معنية بحرية الصحافة. وكان الصحفيون من العاملين في وسائل إعلام دولية من بينها وكالة ‘أسوشيتد برس’ ووكالة ‘رويترز’ ووكالة الأنباء الفرنسية ومحطة ‘سي أن أن’ وقناة ‘الجزيرة’، إضافة إلى صحفيين يعملون في وسائل إعلام محلية مثل محطة ‘راية إف أم’ الإذاعية، وتلفزيون ‘فلسطين’، وفقاً للمصادر ذاتها.

قام نشطاء فلسطينيون بإقامة مخيم باب الشمس على تلة تشرف على أراضٍ يملكها فلسطينيون، وذلك احتجاجاً على الاستيطان الإسرائيلي في المنطقة وبهدف إعاقته. وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمراً بإخلاء المخيم على الرغم من أن المحكمة الإسرائيلية العليا أصدرت أمراً قضائياً ضد إزالة المخيم، وفقاً لتقارير الأنباء. وأثناء عملية الإخلاء، قام مئات الجنود الإسرائليين بمنع وصول الصحفيين إلى الموقع، ودفعوا بهم إلى منطقة منخفضة، واستخدموا الأضواء الكاشفة الموجهة إلى موقع الصحفيين لتعطيل التقاط الصور ومقاطع الفيديو، وفقاً لما أوردته قناة ‘الجزيرة’ والمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) وهو مجموعة محلية معنية بحرية الصحافة.

 

وأفاد الصحفي إياد حماد، الذي يعمل مع وكالة ‘أسوشيتد برس’، للمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية بأن الجنود الإسرائيليين أبعدوا نحو 20 صحفياً عن المخيم وأرسلوهم إلى منطقة تشبه النفق لمنعهم من رؤية المشهد وتسجيله. وأفاد الصحفي هارون عميرة الذي يعمل مع تلفزيون ‘فلسطين’ أن الجنود الإسرائليين أخبروه بأن المنطقة هي منطقة عسكرية وأوقفوا البث الحي الذي كان يبثه عبر قطع أسلاك الإرسال ثلاث مرات. وأفاد شاهد آخر، وهو المصور سامر نزال الذي يعمل مع إذاعة ‘راية إف إم’ للمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية، أن ثلاثة جنود قاموا بتسليط أضواء ساطعة نحو الصحفيين كي لا يتمكنوا من التقاط صور أو مقاطع فيديو.

 

وأفاد صحفيون آخرون لمركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية (سكايز)، وهي مجموعة إقليمية لرصد الحريات الإعلامية تتخذ من لبنان مقراً لها، بأن الجنود الإسرائيليين هددوهم بمصادرة سياراتهم وتركهم في تلك المنطقة النائية إذا لم يغادروا المنطقة فوراً. وأورد مراسل قناة ‘الجزيرة’، وليد العمري، بأن طاقم القناة وصحفيين آخرين تعرضوا للضرب أثناء عملية إخلاء المخيم، ولكنه لم يوفر أية تفاصيل.

 

ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من الاتصال بالمتحدثة باسم قوات الدفاع الإسرائيلي، العقيدة في الجيش أفيتال ليبوفيتس. وامتنع الرائد زوهار هاليفي من مديرية العلاقات العامة في الجيش الإسرائيلي عن التعليق على عملية الإخلاء التي جرت يوم الأحد، ولكنه قال للجنة حماية الصحفيين إن قوات الدفاع الإسرائيلية تأخذ هذه التقارير بكل جدية وأن تحقيقاً سيجري بشأن ما حدث وسيتم الإعلان عن نتائجه خلال شهر.

 

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن عملية إخلاء المخيم الاحتجاجي الفلسطيني في الضفة الغربية هي مسألة مهمة للتغطية الإخبارية المحلية والدولية. وتبدو إسرائيل من خلال لجوئها إلى إعاقة وسائل الإعلام بأنها تقر بأن تصرفاتها لا تصمد أمام النظرة المتفحصة. نحن نطالب قوات الدفاع الإسرائيلية بإجراء تحقيق جدّي بشأن التقارير حول إساءة معاملة الصحفيين على يد الجنود، والإعلان عن نتائج هذا التحقيق”.

 

وفي كانون الأول/ديسمبر، أرسلت لجنة حماية الصحفيين رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سعت فيها للحصول على توضيحات بشأن الاعتداءات التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر في قطاع غزة واستهدفت مبنيين يأويان مكاتب لوسائل إعلام وأدت إلى جرح تسعة صحفيين، إضافة إلى هجمات صاروخية أدت إلى مقتل صحفيين اثنين على الأقل في غزة. وأفاد مارك ريغيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء، لوكالة الأنباء الفرنسية في 3 كانون الأول/ديسمبر أن الحكومة ستستجيب لرسالة لجنة حماية الصحفيين، لكن الحكومة لم تستجب لغاية الآن.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول إسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لإسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.